محلل سوداني لـ”الوئام”: حمدوك يمثل مصالح الغرب ويسعى للعودة للسياسة

خاص – الوئام
في ظل اشتداد الصراع الداخلي وتعاظم الضغوط الإقليمية والدولية، أعلن القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن قرارات مفصلية تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى البلاد.
وأصدر مرسومًا دستوريًا يقضي بتعيين أعضاء جدد في مجلس السيادة الانتقالي، كما عيّن الدكتور كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ رئيسًا جديدًا لمجلس الوزراء، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابًا هادئًا على التحالفات القديمة.
حكومة انتقالية
وفي هذا الصدد، يشير خالد محمد طه، الباحث السياسي السوداني، في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، إلى أنه بجانب هذا القرار، شكّل البرهان حكومة انتقالية تضم ممثلين عن مختلف الأطراف السودانية، في محاولة لاستعادة التوازن وتحضير البلاد لإجراء انتخابات شاملة.
وأوضح أن هذه الخطوة قوبلت برفض واسع من القوى السياسية، خاصة الحركات المسلحة وتحالف “صمود” الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، والذي اعتبر الخطوة التفافًا على المطالب الشعبية.
“صمود” يعترض
في تعليق لافت، أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بالتعيينات الجديدة، واصفًا إياها بأنها “تطور مهم” على طريق بناء حكم شامل واستعادة النظام الدستوري.
لكنه دعا في الوقت ذاته إلى استمرار الجهود من أجل انتقال سياسي يقوده المدنيون، ما أثار موجة اعتراض حادة من تحالف “صمود”.
بيان غاضب
رد “صمود” ببيان قوي انتقد فيه دعم يوسف لتعيين رئيس وزراء، معتبرًا أن التصريحات الصادرة عنه تتناقض مع مواثيق الاتحاد الأفريقي.
واعتبر البيان أن ما جرى يمثل تشجيعًا ضمنيًا لاستخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما يتنافى مع رغبة الشعب السوداني في عملية انتقالية سلمية بقيادة مدنية خالصة.
دعم خارجي
وفي هذا الصدد، يقول خالد محمد طه، الباحث السياسي السوداني، في تصريحاته لـ”الوئام”، إن عددًا من النشطاء والسياسيين السودانيين يتهمون عبد الله حمدوك بتنفيذ أجندات خارجية من بعض الدول الغربية، وأنه يقيم منذ سنوات في الخارج.
ويشير الباحث إلى أن تقارير إعلامية محلية ربطت بين حمدوك وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في تحالف غير معلن ظهر منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023. واعتُبرت تلك التقارير أن حمدوك يشكل الواجهة السياسية لهذا التحالف، الذي يسعى لإعادة تشكيل المشهد السوداني.
دور فرنسي مثير
في هذا السياق، استضافت فرنسا العام الماضي مؤتمرًا لحل الأزمة السودانية، ولم تتم دعوة أي جهة رسمية سودانية إليه، واقتصر الحضور السوداني على حمدوك وتحالفه.
واعتُبرت هذه الخطوة دعمًا غربيًا واضحًا لحمدوك، رغم كونه شخصية مرفوضة شعبيًا ورسميًا داخل السودان.
اتهامات رسمية
في تطور قانوني خطير، كانت النيابة العامة السودانية قد وجهت في وقت سابق تهمًا ضد عبد الله حمدوك وخمس عشرة شخصية سياسية وإعلامية.
وتشمل التهم “تقويض النظام الدستوري” و”إثارة الحرب ضد الدولة”، ما يضع مستقبل حمدوك السياسي في مهب الريح، ويجعل من عودته إلى السلطة أمرًا معقدًا ومثيرًا للجدل.