17 يومًا من العذاب: وقائع مؤلمة لتعرض سائح إيطالي للتعذيب في نيويورك

كشفت شرطة مدينة نيويورك عن تفاصيل صادمة لواقعة اختطاف وتعذيب سائح إيطالي داخل منزل فاخر بحي سوهو الشهير، وذلك بهدف إجباره على تسليم بيانات محفظته الرقمية التي تحتوي على رصيد ضخم من عملة البيتكوين.
الضحية، البالغ من العمر 28 عامًا، خضع لاحتجاز قسري دام 17 يومًا داخل شقة مغلقة، تعرّض خلالها لصنوف من العنف والتهديد، قبل أن يتمكن من الفرار في 23 مايو الجاري وهو بحالة يرثى لها، حيث وُجد ملطخًا بالدماء وحافي القدمين، ولجأ إلى أحد عناصر شرطة المرور للإبلاغ عن الواقعة.
وعد زائف واحتجاز دام أسبوعين
وفقًا لمكتب المدعي العام في مانهاتن، استدرج رجلان يُعرفان بنشاطهما في مجال العملات المشفّرة الضحية إلى شقتهما عبر وعد كاذب باسترجاع أمواله الرقمية، بعد أن هدّداه سابقًا بقتل أسرته. وعند وصوله في السادس من مايو، تم احتجازه داخل المنزل تحت المراقبة المشددة، وتعرّض خلال فترة الأسر لاعتداءات عنيفة شملت الصعق بالكهرباء، والضرب بأداة معدنية على الرأس، والتهديد بأسلحة نارية.
كما أجبر الضحية على تدخين مادة “الكراك كوكايين”، وتعرض للإهانة النفسية المتعمدة، إضافة إلى تهديده بجهاز تعقّب إلكتروني ووعيد بتصفيته وأفراد عائلته إن لم يكشف عن كلمة المرور الخاصة بمحفظته الرقمية.
التعذيب بلغ ذروته
بلغت وحشية الجناة ذروتها عندما علّق أحدهما الضحية على حافة المبنى وشرع في قطع ساقه بمنشار في محاولة لإرغامه على تسليم معلومات الدخول، بحسب ما أفادت النيابة العامة. وتمكّن الضحية من الفرار بعد أن أقنع خاطفيه بأن كلمة المرور مخزنة على هاتفه المحمول، ليغتنم فرصة خروج أحدهم بحثًا عن الهاتف ويفرّ من المكان.
معدات عسكرية ومشاهد موثقة
بتفتيش الشقة، عثرت الشرطة على أدوات خطرة بينها منشار كهربائي وسلك معدني وسترة واقية ونظارات للرؤية الليلية وذخائر، إضافة إلى صور وثّقت تعرض الضحية للتهديد المسلح.
وقد أُلقي القبض على المتهم الأول جون وولتز (37 عامًا) داخل المنزل، بينما سلّم المتهم الثاني ويليام دوبلاسي (33 عامًا) نفسه لاحقًا. ويخضع كلاهما للاحتجاز دون إمكانية الإفراج بكفالة، وسط مخاوف من قدرتهما على الهرب نظرًا لامتلاك وولتز طائرة خاصة ومروحية خاصة به.
تورط شرطيين سابقين
وفي تطور لافت، ذكرت قناة CBS News New York أن اثنين من عناصر شرطة نيويورك عملا في السابق حراسًا خاصين لصالح أحد المتهمين، أحدهما كان مكلّفًا بتأمين رئيس البلدية إريك آدامز. وقد تم تجريدهما من سلاحهما ووضعهما في وظائف مكتبية مؤقتة بانتظار نتائج التحقيق الداخلي بشأن تجاوزاتهما الوظيفية.
من جهتها، أعربت المتحدثة باسم رئيس البلدية عن “قلق الإدارة البالغ” تجاه ما وصِف بأنه خرق خطير للقانون، مؤكدة أن “جميع الموظفين العموميين ملزمون بالتصرف وفقًا للقانون، سواء أثناء تأدية واجبهم أو خارجه”.