خبير سياسي لـ”الوئام”: نتنياهو في وضع سياسي حرج داخلياً

خبير سياسي لـ”الوئام”: نتنياهو في وضع سياسي حرج داخلياً

الوئام – خاص
تراجعت شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل كبير خلال مايو 2025، حيث أظهرت استطلاعات الرأي انخفاضًا في دعم حكومته إلى أدنى مستوى منذ بداية العام.
ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد “لازار”، فإن التحالف الحكومي بقيادة نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا فقط من أصل 120 في الكنيست، إذا أُجريت الانتخابات اليوم، وهو أدنى مستوى منذ بداية 2025.

تراجع كبير
وفي هذا السياق، يقول الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن نتائج أكثر من 120 استطلاعًا خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى أن “ائتلاف نتنياهو لم ينجح في الحصول على أكثر من 60 عضوًا في الكنيست، وفي العديد من الاستطلاعات الأخيرة لم يتعدَّ 48 عضوًا”.

ويضيف دياب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه حتى عندما حقق نتنياهو مكاسب عسكرية أو تكتيكية، لم يتمكن من استعادة جزء من شعبيته.

معارضة الائتلاف الحاكم
ويُوضح دياب أن ما يلفت النظر، هو أن غالبية الجمهور الإسرائيلي، بحسب مجمل استطلاعات الرأي، يعارض مواقف الائتلاف الحاكم في الملفات الساخنة، وأهمها: “الموقف من حرب غزة، تجنيد الحريديم، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية حول أحداث السابع من أكتوبر”.

اليمين المتطرف غاضب
ويشير دياب إلى متغير جديد تمثل في تصريحات جريئة لرئيس حزب الديمقراطيين، الجنرال يائير جولان، الذي وصف حرب غزة بالإبادة الجماعية و”التلذذ” بقتل الأطفال.
ولفت إلى أن هذا التصريح المزلزل فرض، ولأول مرة منذ بدء الحرب، أجندة سياسية بديلة لأجندة نتنياهو، وأحدث تموضعًا جديدًا في صفوف المعارضة الإسرائيلية، ما يعني أن القضية لا تتعلق فقط بتغيير “نتنياهو”، بل أيضًا بتغيير الأجندة السياسية التي أوصلت إسرائيل إلى الهاوية.

الاستطلاع الأخير
ويتابع دياب: “الاستطلاع الأخير لم يُعاقب يائير جولان على تصريحاته التمردية، بل وضعه في المركز الثالث بعد حزبي نفتالي بينيت ونتنياهو، محققًا 13 مقعدًا، متقدمًا بذلك على أحزاب بيني غانتس، ويائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، ويبتعد فقط 7 مقاعد عن حزب الليكود، ما يشير إلى أن هذه الأجندة البديلة تحظى بقاعدة ليست هامشية في المجتمع الإسرائيلي”.

ويرى دياب أن هذه المعطيات تُشكّل مأزقًا كبيرًا أمام نتنياهو في أي انتخابات قادمة، ما يجعله قلقًا، ويدفعه إلى محاولة إبقاء حالة الحرب في غزة قائمة، بل وربما الإقدام على مغامرة خطيرة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية لقلب الطاولة مجددًا.