حج خالٍ من المخالفات: غرامات صارمة وتكنولوجيا متقدمة لإدارة الحشود

خاص – الوئام
مع اقتراب موسم الحج وبدء توافد الحجاج من مختلف دول العالم، كثّفت المملكة العربية السعودية من استعداداتها لضمان موسم حج آمن ومنظّم.
وقد رفعت الجهات المختصة جاهزيتها هذا العام، حيث تم تعزيز التواجد الأمني في محيط مكة المكرمة لمنع دخول الحجاج غير النظاميين، وضمان التزام الجميع بالإجراءات المنظمة التي وضعتها وزارة الحج والعمرة.
حلول بيئية وتقنية للتخفيف من الحرارة
في ظل درجات حرارة قد تصل إلى 50 درجة مئوية، تعمل المملكة على تقليل أثر الطقس الحار من خلال عدة مبادرات نوعية، شملت غرس 10,000 شجرة جديدة في مناطق المشاعر، وتوزيع 400 مبرد مياه في نقاط رئيسية، بالإضافة إلى تفعيل أجهزة رش رذاذ الماء في أماكن التجمعات.
كما بدأت المملكة في توسيع استخدام “الطرق البيضاء”، وهي طرق مصممة خصيصًا باستخدام مواد معاد تدويرها تقلل من امتصاص الحرارة، في خطوة مستدامة تجمع بين الحفاظ على البيئة وتوفير بيئة مريحة للحجاج.
غرامات مشددة وحملات توعوية
أكدت السلطات المختصة على ضرورة التزام الحجاج بالحصول على تصريح حج رسمي، حيث تم فرض غرامة تصل إلى 5,000 دولار على من يخالف النظام، مع حظر دخول يستمر لعشر سنوات.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن حملة توعوية شاملة انطلقت منذ أشهر عبر اللوحات الإعلانية، ومنصات التواصل، ووسائل الإعلام الرسمية.
وقد تم منع أكثر من 269,000 شخص من دخول مكة المكرمة دون تصاريح، فيما تم تغريم أكثر من 23,000 مقيم داخل المملكة لمخالفتهم أنظمة الحج. كما تم إلغاء تراخيص 400 شركة حج لمخالفتها التعليمات.
طائرات مسيّرة وذكاء اصطناعي في خدمة الحجاج
في خطوة رائدة، استعانت الجهات المنظمة هذا العام بأسطول من الطائرات المسيّرة (الدرون) التي ترسل بثًا مباشرًا إلى أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمراقبة تحركات الحشود وتوجيهها بشكل آني.
وتهدف هذه المبادرة إلى منع الازدحام، وضمان انسيابية الحركة، وتوفير استجابة فورية لأي طارئ.
وقد تم إعداد جداول زمنية دقيقة لتحركات الحجاج، لتقليل التواجد في الأماكن المفتوحة خلال ساعات الذروة بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، مما يعزز فرص سلامة الجميع.
حج آمن
وفق ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، تضع المملكة خدمة الحرمين الشريفين في مقدمة أولوياتها، وهي مسؤولية يعتز بها المواطن السعودي والقيادة على حد سواء.
وتستهدف الخطط المستقبلية رفع عدد المعتمرين من 15 مليونًا إلى 30 مليونًا سنويًا بحلول عام 2030، عبر تسهيلات لوجستية، وتوسعة الفنادق، وتحسين تجربة الزائر من لحظة وصوله حتى مغادرته.