نجاح الحج: أكثر من مجرد تنظيم التصاريح وإدارة الجماهير

نجاح الحج: أكثر من مجرد تنظيم التصاريح وإدارة الجماهير

الدكتور مسعد أبوطالب – خبير قانوني

نحن في أيام عظيمة، كما قيل عنها خير أيام الدنيا، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة (أيام الحج)، ويُعد الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد جعله الله تبارك وتعالى في مكان موحد لجميع البشر والخلائق، بخلاف باقي الأركان الأربعة الأولى التي يستطيع أي مسلم القيام بها في أي مكان من العالم.

الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم لا ترتبط بمكان مُخصص على غرار فريضة الحج التي خصّ الله عز وجل بها بيته الحرام وباقي المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج ابتداءً من يوم الثامن من ذي الحجة حتى آخر أيام التشريق.

وإن كانت معظم العبادات خفية ويستطيع الإنسان إتيانها سرًا، فإن الحج عكس ذلك، فهو تجمعٌ علني عالـمي مُعلن للكافة، تتم فيه كل المناسك باجتماع جميع الحجيج، وأهم ما يعنينا في هذا المقال هو تناول قانون الحج الذي من خلاله تستطيع المملكة العربية السعودية إنجاح عملية التجمع العالمي كل عام.

وقد يظن القارئ بأن الحديث عن قانون الحج هو قاصرٌ على إصدار تصاريح الحج وكيفية الدخول والخروج إلى الـمشاعر الـمقدسة في أوقات الحج، بل الأمرُ أكثر تعقيدًا من ذلك.

فالحجُ يحظى باهتمامٍ واسع من قادة الـمملكة العربية السعودية يبدأ من حشد جميع الطاقات البشرية والـمادية والتقنية من أجل توفير كل أسباب التيسير والراحة والأمن لضيوف الرحمن.

وتشمل هذه السُبل التي تعكف الجهات على الترتيب لها والإعداد لها قبل موسم الحج بشهور إصدار القرارات والقوانين اللازمة لتيسير عملية الحج ذاتها.