خبير سياسي لـ”الوئام”: التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكل خطراً على المستوى العالمي

خبير سياسي لـ”الوئام”: التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكل خطراً على المستوى العالمي

الوئام – خاص

تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين الولايات المتحدة والصين بشكل ملحوظ، خاصة بعد التصريحات الحادة التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث خلال مؤتمر “حوار شانغريلا” في سنغافورة.
وصف هيجسيث الصين بأنها “تهديد حقيقي ووشيك” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرًا إلى استعدادها المحتمل لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى الإقليمي، مع التركيز على التهديدات المتعلقة بتايوان.
من جانبها، أعربت الصين عن استيائها الشديد من تصريحات هيجسيث، متهمةً الولايات المتحدة بتبني “عقلية الحرب الباردة” وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

تداعيات عالمية
ويرى الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستيت الأمريكية، أن تداعيات الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين تُلقي بظلالها على العالم بأسره سياسيًا، واقتصاديًا، وأمنيًا.

ويقول “الخطيب”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن التوتر بين واشنطن وبكين أدى إلى عسكرة منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعزيز التحالفات العسكرية، حيث كثّفت الولايات المتحدة تعاونها العسكري مع اليابان، أستراليا، وكوريا الجنوبية، إضافة إلى نشر صواريخ متوسطة المدى في جزر قريبة من مضيق تايوان.

ويتابع: ردّت الصين بإجراء مناورات بحرية وجوية مكثفة في بحر الصين الجنوبي بمشاركة حاملة الطائرات “شاندونغ”، مع محاكاة لهجوم على أهداف قريبة من تايوان، كما قامت بكين بتحديث بنيتها التحتية العسكرية في الجزر المحيطة بها، ونشرت أنظمة صواريخ دفاع جوي وسفنًا هجومية صغيرة.

صراع وشيك
ويحذّر أستاذ العلوم السياسية من أن تزايد الحشود العسكرية حول تايوان يثير المخاوف من أن “حادثة غير محسوبة” قد تشعل صراعًا مفتوحًا، يؤدي إلى حرب كبيرة قد تشمل جنوب شرق آسيا وتمتد إلى دول أخرى حول العالم.

استنساخ الحرب الباردة
ويوضح “الخطيب” أن العالم يُعاني من استقطاب سياسي متزايد، والدول تنقسم بشكل متسارع بين محوري واشنطن وبكين، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يُعيد تشكيل تحالفات الحرب الباردة بشكل جديد.
وأضاف أن ضعف النظام الدولي، وفشل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة في التوسط أو تهدئة التوتر، يعكس تعطل الإجماع بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.