جيش الاحتلال: جميع المسارات نحو مراكز الإغاثة في غزة تُعتبر “ميادين عمليات”

أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي شبكة مساعدات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عن إغلاق مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة يوم الأربعاء، وذلك لتنفيذ أعمال “تحديث وتنظيم وتحسين الكفاءة”، بحسب بيان صادر عنها.
يأتي ذلك في ظل تحذير أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الطرق المؤدية إلى هذه المراكز ستُعد “مناطق عمليات قتالية”، ما يعني منع التنقل عليها أو الاقتراب منها.
وفي وقت متزامن، أكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن دخول المدنيين إلى هذه المراكز أو الاقتراب من الطرق المؤدية إليها سيكون “محظورًا”.
وشهدت المنطقة المحيطة بأحد مراكز التوزيع، ليلة الثلاثاء، مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية، وفق ما أعلنته وكالة الدفاع المدني في غزة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار بعد رصد “مشتبه بهم” انحرفوا عن المسارات المخصصة للوصول إلى المراكز.
ويعد هذا الحادث الثالث من نوعه خلال ثلاثة أيام يقع على الطرق المؤدية إلى مواقع GHF، التي بدأت عملها مؤخرًا في محاولة لاستبدال آلية توزيع المساعدات بقيادة الأمم المتحدة، والتي تتهمها إسرائيل بعدم منع حركة حماس من الاستيلاء على جزء من المساعدات، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة بشدة.
ومن المقرر أن تستأنف المؤسسة توزيع المساعدات يوم الخميس، رغم استمرار التحذيرات من منظمات الإغاثة الدولية بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث لا يزال السكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والإمدادات الأساسية.
ويفرض النظام الجديد على سكان القطاع التوجه إلى عدد محدود من مراكز التوزيع الواقعة في مناطق خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، وتُدار هذه المراكز بواسطة متعاقدين أمريكيين مسلحين، ما أثار جدلًا واسعًا. ويشير منتقدو النموذج إلى أن السكان يُجبرون على قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام ونقل صناديق ثقيلة تزن نحو 20 كيلوغرامًا إلى منازلهم أو ملاجئهم.
وقد وجهت الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة اتهامات مباشرة لمؤسسة GHF بعدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية، في ظل تصاعد الانتقادات ضد نموذجها التشغيلي.
وفي تطور لافت، أعلنت المؤسسة يوم الثلاثاء عن تعيين القس الإنجيلي الأميركي جونى مور، الداعم البارز للرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيسًا جديدًا لها خلفًا لجايك وود، الرئيس السابق ومقاتل المارينز السابق، الذي استقال مؤخرًا ووجه انتقادات لطريقة عمل المؤسسة.
وتأتي هذه التطورات بينما تواصل إسرائيل عمليتها العسكرية في القطاع، والتي بدأت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 54,470 فلسطينيًا في غزة، بينهم 4,201 منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي في 18 مارس، بحسب وزارة الصحة في غزة.