التهاب الشرايين العملاقة: خطر يهدد كبار السن بفقدان البصر

التهاب الشرايين العملاقة: خطر يهدد كبار السن بفقدان البصر

أوردت المجلة الطبية الأسبوعية الألمانية أن التهاب الشرايين ذا الخلايا العملاقة هو مرض وعائي يُصيب كبار السن بشكل رئيسي، وقد تكون له عواقب وخيمة؛ حيث إنه قد يُسبب العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.

وأوضحت المجلة أنه يمكن الاستدلال على الإصابة بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة من خلال الأعراض التالية:

– شعور عام بالمرض

– صداع جديد وشديد، عادة في جانب واحد (خاصة في منطقة الصدغ)

– ألم أو تصلب في الشرايين الصدغية

– اضطرابات بصرية (مثل فقدان مجال الرؤية أو ظهور أنماط ضوئية متذبذبة أو وامضة في مجال الرؤية أو ازدواج الرؤية أو فقدان مفاجئ للرؤية)

– ألم عند التحدث و/أو المضغ

– إرهاق عام وتعرق ليلي وحمى خفيفة

فحوصات مختلفة

ولا يستطيع الطبيب تشخيص التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة بالاعتماد على الأعراض وحدها. وإذا كانت هذه الأعراض تُشير إلى المرض، فيمكن إجراء فحوصات مُختلفة لتأكيد الاشتباه.

ومن خلال الفحص البدني، سيقوم الطبيب بجسّ الشرايين الصدغية، من بين أمور أخرى. وفي التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة، قد تكون هذه الشرايين سميكة ومُتصلبة و/أو مؤلمة عند اللمس.

ويتم أيضا فحص أوعية دموية أخرى، مثل تلك الموجودة في الذراعين والرقبة.

وإذا كان النبض ضعيفا أو غائبا، فقد يكون ذلك علامة على تضيق، وهو أمر شائع عند الإصابة بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة.

ويهدف فحص الدم بشكل أساسي إلى قياس مستويات الالتهاب. ويصاحب التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة دائما تقريبا استجابة التهابية قوية في الجسم، ويمكن الكشف عن ذلك في الدم من خلال القيم التالية:

– بروتين سي التفاعلي (CRP): علامة التهابية ترتفع عادة بشكل ملحوظ في التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة.

– معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR): غالبا ما تكون هذه القيمة مرتفعة للغاية عند الإصابة بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة.

ولا يوفر كل من بروتين سي التفاعلي ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء وحدهما أي معلومات حول وجود التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة من عدمه؛ حيث يمكن أن ترتفع مستويات الالتهاب في مجموعة متنوعة من الأمراض.

ومع ذلك، عند اقترانها بالأعراض النموذجية، تُقدم هذه الاختبارات مؤشرا موثوقا به إلى حد ما على التهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة: ففي أكثر من 95% من المصابين بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة، تكون مستويات الالتهاب مرتفعة. وإذا كانت كلتا القيمتين ضمن النطاق الطبيعي، فمن غير المرجح الإصابة بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة، خاصةً في غياب الأعراض النموذجية.

وبالإضافة إلى الفحص البدني وفحوصات الدم، قد تكون هناك اختبارات أخرى مفيدة، مثل تقنيات التصوير. ويُعد فحص الموجات فوق الصوتية للشريان الصدغي للكشف عن أي تضيق ناتج عن الالتهاب أمرا شائعا بشكل خاص. ومع ذلك، عادة ما تُجرى هذه الاختبارات بعد بدء العلاج لتجنب تأخيره.

خاصةً في حالات ضعف البصر، تُعتبر كل ساعة مهمة لمنع حدوث ضرر دائم مثل العمى. لذلك، عادة ما يبدأ الطبيب العلاج بالأدوية المضادة للالتهابات (عادة الكورتيزون) على الفور.