دهشة في الأوساط العلمية بسبب “الخطوط الغامقة” على سطح المريخ

دهشة في الأوساط العلمية بسبب “الخطوط الغامقة” على سطح المريخ

كشفت دراسة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي أن الخطوط الداكنة الطويلة التي تظهر على منحدرات الكوكب الأحمر ليست ناجمة عن تدفق المياه كما كان يُعتقد لعقود، بل يُرجّح أنها ناتجة عن الرياح والغبار.

هذه الخطوط، المعروفة علميًا باسم “الخطوط المنحدرة” (Slope Streaks)، رُصدت للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي بواسطة مركبة “فايكنغ” التابعة لوكالة ناسا، ثم لاحقًا بشكل أكثر وضوحًا عبر المسبار “مارس ريكونيسانس أوربيتر” عام 2017. وقد بدت لعلماء الكواكب كأنها آثار لروافد مائية قديمة تسيل على جوانب الحفر والمنحدرات، مما أثار آمالًا بأنها قد تكون دليلًا على وجود مياه سائلة – وربما حياة سابقة – على الكوكب الأحمر.

لكن الذكاء الاصطناعي جاء بنتائج مغايرة. فقد استخدم فريق بحثي من جامعة براون خوارزمية تعلُّم آلي دُربت على صور مؤكدة لهذه الظواهر، ثم طبّقوها على 86 ألف صورة فضائية، ما مكّنهم من رسم خريطة تضم نحو 500 ألف ظاهرة من هذا النوع.

وقال عالم الكواكب أدومس فالانتيناس، المشارك في الدراسة، في بيان صحفي:

“هذه هي ميزة التحليل القائم على البيانات الضخمة، إذ يسمح لنا باستبعاد بعض الفرضيات من الفضاء قبل إرسال مركبات الاستكشاف إلى الموقع”.

وبالاستعانة بالخريطة الرقمية، قارن الباحثون مواقع الخطوط الداكنة ببيانات مناخية وجيولوجية شملت درجات الحرارة وسرعة الرياح ومستويات الرطوبة وأنشطة الانهيارات الصخرية. واتضح أن هذه الخطوط تتشكل غالبًا في مناطق تتعرض لرياح قوية وتراكمات غبار كثيفة، ما يشير إلى أن الغبار الناعم ينزلق من المنحدرات الحادة ويترك خلفه هذه الآثار الداكنة.

وتُعرف بعض هذه الخطوط القصيرة الأمد باسم “الخطوط المنحدرة المتكررة” (RSL)، وهي تظهر بانتظام خلال فترات الدفء الموسمية على سطح المريخ، ما عزز في السابق فرضية أن المياه المالحة قد تكون سببًا في ظهورها نتيجة ذوبان جليد أو تكاثف بخار ماء.

لكن النتائج الجديدة تقلّص من هذا الاحتمال، وقد يكون لها تأثير مباشر على أولويات بعثات الاستكشاف المستقبلية للمريخ، من خلال التركيز على مواقع أخرى قد تكون أكثر وعدًا في البحث عن آثار المياه أو الحياة القديمة.

ويأتي هذا الكشف في ظل سلسلة من الدراسات التي تبحث في إمكانية وجود الماء أو حتى مؤشرات الحياة على الكوكب، بما في ذلك العثور على سلاسل كربونية ضخمة تعود إلى 3.7 مليار سنة بواسطة مركبة “كيريوسيتي”. وإذا تم التأكد من أن هذه الخطوط ما هي إلا خدع بصرية بفعل الغبار، فقد يساعد هذا في تمييز الأدلة الحقيقية من “الطُعم الزائف” على سطح الكوكب الأحمر.