الابتكار والتميز في تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام

عبدالرحمن بن عبيد السدر
كاتب رأي
ليس بغريب أن يحل الإبداع والإتقان إذا كان بأيدي سعودية مخلصة تتقرب بعملها أولاً إلى الله عز وجل، ثم تحظى بإشراف مباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمده الله بتوفيقه، ومتابعة لحظية من سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، اللذَين يوليان الحج عناية فائقة، وخدمة ضيوف الرحمن مزية خاصة، ويترجم هذه الرعاية الكريمة الرجال المخلصون من أبناء هذه البلاد الطاهرة الذين يعملون بجد، ويقدمون أعمالهم بإتقان وفق أعلى المعايير العالمية، في صمود نحو التميز، والإبداع، والإمتاع.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال بفضل ربي ثم بالدعم السخي الذي دأبت عليه حكومة هذه البلاد الطاهرة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، واستمر أبناؤه ملوك هذه البلاد الغالية على هذا النهج القويم، مقدمين الغالي والنفيس، في خدمة الحرمين الشريفين، وقاصديهما، حتى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعزه الله.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال أشرف بالحديث عن ما تقدمه الجهات الأمنية والقطاعات الخدمية من دور فعّال في خدمة ضيوف الرحمن؛ ليس هذا فحسب ما أحببت الحديث عنه، فهو منهج مبارك تعودنا عليه، إن ما أحببت الحديث عنه وبكل لغات الفخر، ومعاني الاعتزاز، هو الإبداع والإتقان في خدمة ضيوف الرحمن، وما توصلت إليه القطاعات الأمنية، والخدمية، من استغلال للتقنية والذكاء الاصطناعي، في خطوات مباركة، متميزة، يقصد منها الإبداع والإتقان في خدمة ضيوف الرحمن، فما نشاهده من تميز، وإبداع، يستحق القبلة على جبين العاملين في الحج، والدعاء بالحفظ والتأييد، والإشادة بالأعمال الشريفة، والإنجازات التي يفتخر بها كل مسلم، فهي أعمال تُسطر في صفحات المجد لهذه البلاد الطاهرة.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، فما توصلت إليه القطاعات الأمنية بإشراف مباشر من سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود آل سعود حفظه الله ورعاه، فهو مفخرة لكل مواطن صادق في محبته وولائه لوطنه، وولاة أمره، فما شاهدناه من جهود في الحج تعتمد العمل بالذكاء الاصطناعي، والاستشعار عن بعد لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال المنصة السعودية التي تُعد نقلة نوعية، فريدة، في مجال التكامل التقني، بإمكانيات حديثة للمراقبة والاستطلاع، لدعم متخذي القرار في إدارة الحشود، وسلامة ضيوف الرحمن، لاعتمادها على التقنيات المتطورة، التي تجمع بين الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، لتحليل الصور الفضائية، بدقة كبيرة، توفر رؤية عالية، شاملة للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وتسهم في رفع كفاءة تقنيات المراقبة، والاستطلاع الأمني، وتحسين جودة الاستجابة الميدانية، تتم من خلال تزويد الجهات المختصة بإحصائيات، وبيانات متكاملة، ومتابعة التغيرات في درجات الحرارة، ورصد الأنماط غير النظامية، مما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية، على اختلافها، ويدعم الاستجابة المثلى للتعامل مع المخاطر المحتملة، ومواجهة الطوارئ، ويضمن استمرارية الأعمال.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، فما تقوم به وزارة الحج والعمرة من جهود عظيمة للارتقاء بمنظومة الحج، فهي إنجازات تُسطر في صحيفة معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة حفظه الله، فمن خلال ما تقدمه الوزارة من هذه الجهود النوعية يبرز تطبيق نسك، الذي تم تطويره بأكثر من 130 خدمة، تُيسر على الحاج رحلته، فهو واجهة رقمية، متكاملة، تُسهل على حجاج الداخل والخارج رحلتهم بفعالية، من إصدار التصاريح اللازمة، وحجز الباقات، والخدمات الإضافية، وزيارة الروضة الشريفة، وتوجيه التنبيهات المهمة بعدة لغات، ويتضمن بطاقة نسك الرقمية المرتبطة بباركود موحد كافة بيانات الحاج الشخصية، مما يُسهل عملية التحقق، وتتيح المنصة بيانات الحج، للوصول إلى معلومات فورية لأعداد الحجاج، ونسبة الإشغال ومعدلات الحركة، لتعزيز القدرة على صناعة القرار، والتدخل وقت الحاجة، بشكل مناسب وسريع، مما يبرز الدور الريادي المتميز لأبناء الوطن الغالي في صناعة التكنولوجيا، لتحسين تجربة الحجاج، وضمان أمنهم، وأداء مناسكهم بكل يُسر وسهولة.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، فما تقدمه وزارة الصحة من خدمات جليلة للعناية بالحاج، والحفاظ على صحته، لهي مفخرة لكل من سمع أو عايش أو استفاد من هذه الجهود المتميزة، وتأتي هذه الأعمال بكل إتقان وفاعلية من هذه الوزارة الخدمية المهمة بطاقمها المتميز، وقيادة معالي الوزير الأستاذ فهد الجلاجل الذي يُشرف من الميدان، ويقف على الاحتياجات، ويُترجم تطلعات القيادة الرشيدة، ومن هذه الجهود التي يبرز فيها الإتقان والإبداع في خدمة ضيوف الرحمن، والعناية الفائقة بصحتهم؛ فقد دشن معالي الوزير مبادرتين للإمداد الطبي باستخدام الطائرات العمودية، والدرونز، اللتين تسهمان في تقليص زمن التوصيل للأدوية الطبية في المناطق ذات الكثافة العالية، والأعداد المرتفعة داخل المشاعر المقدسة من 90 دقيقة متوقعة أو أكثر، إلى 6 دقائق، دعماً لسرعة الاستجابة، والتعامل مع الحالات الطارئة، واستخداماً للتقنيات المتقدمة، من خلال وحدات الوقاية المتنقلة، والاستجابة السريعة نوبكو، ووحدة السكتة الدماغية المتنقلة، لتقديم خدمات صحية، متقدمة، تتجاوز أكثر من 125 ألف خدمة صحية.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، إن مما يقدم للحجاج من خدمات دينية، وتوعوية، في قوالب إبداعية، متميزة، تأتي من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، استشعاراً منها بأهمية العقيدة الصحيحة، والمعلومات الدينية الشرعية، التي تُعين الحاج على أداء نسكه، وتُسهل عليه الحصول على المعلومات الشرعية بكل يُسر وسهولة، وما يقدمه هذا الجهاز الهام بقيادة معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند حفظه الله من أعمال مبتكرة، لتُقدم أعمالها في منظومة تقنية، إبداعية، لخدمة ضيوف الرحمن عبر 12 تطبيقاً، ومنصة رقمية، من أبرزها صفحة الحج، والعمرة، والزيارة، التي تتضمن 1303 مادة توعوية، علمية، مترجمة إلى 15 لغة، وتُقدم كذلك لضيوف الرحمن تطبيق مبرور، وخدمة المرشد التوعوي الرقمي (chat Bot) في خدمة توعوية، تفاعلية، مزودة بمحتوى توعوي، يُجيب على استفسارات المستفيدين، وخدمة النظارات الافتراضية الرقمية VR، والخرائط التفاعلية، وتقنية NFC، وتقنية الواقع المعزز 3D، ورمز الاستجابة السريع، بالإضافة إلى العديد من الخدمات، والأجهزة، والوسائل التوعوية المتنقلة، لتُقدم خدماتنا التوعوية عبر 58 موقعاً ميدانياً لخدمة ضيوف الرحمن.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، وما تكلمت عنه هو مثال لكثير من القطاعات، التي تُقدم خدماتها لضيوف الرحمن، عبر منظومة متكاملة، من الخدمات، التي تُقدم أعمالها لتُسهل على الحجاج حجهم، ولينعموا بتأدية مناسكهم في يُسر وطمأنينة، ولا يسع المقام إلى ذكر جميع القطاعات ويُكتفى بالإشارة.
ما يقدم في الحج من خدمات فهو حقيقة لا خيال، نموذجاً طموحاً للتحول الرقمي، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتجسيد التزام المملكة بتوظيف أحدث التقنيات العالمية، لخدمة ضيوف الرحمن، وتطوير البنية التحتية المعرفية، للارتقاء بمستوى الخدمات التي تُقدمها الجهات العاملة في الحج، على اختلافها وتنوع أعمالها، منفذين لتوجيه الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وأدامه: “نعتز بمواصلة القيام بهذا الواجب العظيم، ونبذل الجهود، وتسخير جميع الإمكانات، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن، منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى”.
حفظ الله ولي أمرنا وقائد نهضة بلادنا، وولي عهده من كل سوء ومكروه، وأدام على بلادنا نعمة الأمن ورغد العيش، وزادها عزاً وتمكيناً، وتقبل من الحجاج حجهم، وردهم إلى بلادهم سالمين غانمين، وأجزل العطاء لمن قام على خدمتهم وراحتهم، إن ربي سميع مجيب.