نجاح موسم الحج: التزام تاريخي وواجب ديني

الدكتور عمرو حسين – الباحث في العلوم السياسية والدولية
أثبتت المملكة العربية السعودية مجددًا قدرتها الفائقة على إدارة وتنظيم واحد من أعقد وأكبر التجمعات البشرية في العالم بكل كفاءة واقتدار، حيث حقق موسم الحج لهذا العام 1446هـ/ 2025م نجاحًا كبيرًا نال بفضل الإجراءات التنظيمية المميزة والدقيقة في أن يحوز إعجاب القاصي والداني.
ما شهدناه هذا العام من انسيابية في أداء المناسك، وجودة في الخدمات، وسرعة في الاستجابة، يعكس عمق الجهود التي تبذلها المملكة، قيادةً وشعبًا، في خدمة ضيوف الرحمن، كما إن نجاح موسم الحج لا يعد إنجازًا لوجستيًا فحسب؛ بل هو تعبير صادق عن التزام تاريخي ومسؤولية دينية وإنسانية كبيرة حملتها السعودية بكل أمانة واقتدار.
لقد نجحت المملكة في موسم الحج لهذا العام بالعمل على تسخير التقنية الحديثة، وتطوير البنى التحتية، وتوفير الرعاية الصحية والأمنية للحجيج في جميع مراحل الحج فضلًا عن تبني واستحداث العديد من الإجراءات التنطيمية التي كانت غاية في الدقة، رغم الأعداد الكبيرة التي تجاوزت 2.5 مليون حاج، وهو ما يستحق الإشادة والتقدير من العالم الإسلامي بأسره.
ولا شك إن ما تقوم به السعودية سنويًا من جهود جبارة في خدمة الحجاج، يُعد نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التنظيم والإدارة، ويجسد عمق مكانتها الدينية، ودورها المحوري في الحفاظ على أمن وسلامة الحرمين الشريفين.