خبير قانوني لـ”الوئام”: توقيف طاقم السفينة الإنسانية لغزة موقف مؤسف

الوئام – خاص
سيطر الجيش الإسرائيلي على سفينة “مادلين” الإغاثية المتجهة لقطاع غزة واقتادها لميناء “أسدود” واعتقل طاقمها، بعدما اعترضت قوات من البحرية الإسرائيلية، الإثنين، السفينة الإغاثية التي تقل نشطاء ومواد تموينية.
وكانت السفينة الإغاثية تتجه إلى غزة؛ لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع المحاصر منذ شهور.
صمت عالمي
ويرى الدكتور محمد محمود مهران، خبير القانون الدولي، أن الصمت الدولي المشين إزاء اقتياد القوات الإسرائيلية للسفينة إلى ميناء “أسدود” واعتقال طاقمها، صمت مخز يرقى إلى مستوى الشراكة المباشرة في الجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
ويقول الدكتور مهران، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن العالم يقف متفرجًا على تهديد حياة نشطاء دوليين يحملون طعامًا ودواءً لأطفال غزة الجوعى، وهو عالم يشارك بصمته في أبشع جرائم العصر، كما أن الانتظار ومتابعة الجريمة يجعله العالم شريكًا فيها، وهذا ما يحدث اليوم أمام أعين العالم المتواطئ.
مصادرة السفينة مادلين
ويضيف مهران، أن مصادرة إسرائيل لسفينة مادلين وتهديد حياة طاقمها ينتهك عدة مبادئ أساسية في القانون الدولي، أبرزها حرية الملاحة في المياه الدولية المنصوص عليها في المادة 87 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي تكفل حق جميع الدول في الملاحة الحرة في أعالي البحار.
كما أشار مهران إلى أن هذا التهديدات تنتهك المادة 70 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المساعدات الإنسانية وعدم جواز مهاجمتها أو عرقلة وصولها للمدنيين.
ولفت إلى أن الحصار المفروض على غزة ذاته يشكل انتهاكاً للمادة 54 من نفس البروتوكول التي تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
وأوضح الخبير الدولي أن أي اعتداء على النشطاء الدوليين سيشكل جريمة حرب وفقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، خاصة الفقرة التي تجرم الهجمات المتعمدة ضد المشاركين في مهمة إنسانية.
كسر الحصار
وأوضح الدكتور مهران أن هدف السفينة واضح وشريف وهو كسر الحصار الإجرامي المفروض على مليونين وأربعمائة ألف إنسان كل هذه المدة بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني، وهؤلاء النشطاء لا يحملون أسلحة أو متفجرات، بل يحملون الأمل والضمير الإنساني الذي مات في قلوب العديد من الدول حول العالم.
صرخة الضمير
واختتم بقوله إن سفينة مادلين تحمل أكثر من مجرد مساعدات، بل تحمل كرامة الإنسانية وصرخة الضمير العالمي ضد الظلم، لا سيما أن هذه ليست مجرد سفينة، بل رمز لمقاومة الإنسانية للبربرية، ورسالة واضحة أن هناك من لا يزال يؤمن بالحق والعدالة.