بعد 50 عامًا… “بوابة الجحيم” في تركمانستان تضاءل تأثيرها

بعد 50 عامًا… “بوابة الجحيم” في تركمانستان تضاءل تأثيرها

أعلنت شركة “تركمنغاز” الوطنية خلال مؤتمر علمي بيئي عُقد في عشق آباد في 5 يونيو، عن بدء انطفاء نيران “فوهة دارفازا” الغازية في صحراء كاراكوم، والتي اشتعلت منذ أكثر من خمسين عامًا نتيجة تسرب غاز طبيعي أثناء حفر استكشافي عام 1971 من قِبل فريق سوفييتي.

ورغم عدم وجود سجلات رسمية تؤكد أن إشعال النار كان متعمدًا، فإن النظرية الأكثر تداولًا تشير إلى أن المهندسين أشعلوا الفوهة لتفادي تسرب غاز الميثان السام، متوقعين أن تخمد خلال أيام – لكن النيران استمرت لعقود.

الفوهة، المعروفة محليًا باسم “شعلة كاراكوم”، تُعد من أبرز الوجهات السياحية في البلاد، ويبلغ قطرها نحو 90 مترًا وعمقها 30 مترًا، وكانت قد سجلت درجات حرارة فاقت 1000 درجة مئوية. واليوم، تؤكد “تركمنغاز” أن اللهب بدأ يخفت تدريجيًا، مدعومًا ببيانات الأقمار الاصطناعية التي ترصدها منظومة “الإنذار والاستجابة للميثان” (MARS) التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في انبعاثات الغاز.

ولتحقيق هذا التراجع، أعادت الشركة تشغيل آبار قديمة قرب الفوهة، إضافة إلى حفر آبار جديدة لجمع الغاز قبل تسربه نحو الحفرة. ويأتي ذلك ضمن جهود تركمانستان، التي تملك رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم، للحد من الانبعاثات الملوثة وتحسين سجلها البيئي.

يُذكر أن الفوهة حظيت باهتمام عالمي حين أصبح المستكشف الكندي جورج كورونيس في 2013 أول إنسان ينزل إلى قاعها المشتعل، مستخدمًا بدلة مقاومة للحرارة ونظام تنفس خاص، حيث جمع عينات تربة وُجد فيها لاحقًا كائنات دقيقة متكيفة مع الظروف القصوى.

ورغم أن فوهة دارفازا قد تكون على وشك الانطفاء، فإنها تبقى واحدة من أخطر الحرائق الناتجة عن الأخطاء البشرية، إلى جانب حرائق الفحم المستعرة منذ عقود في كل من سنتراليا بالولايات المتحدة وجهاريا في الهند، بينما تُسجّل “جبل وينجن” في أستراليا الرقم القياسي لأطول حريق طبيعي معروف، إذ يُعتقد أنه مستمر منذ أكثر من 6,000 عام.