خلف الأضواء: النهوض السريع لـ ChatGPT واستراتيجية أوبن إيه آي للتفوق على غوغل

خلف الأضواء: النهوض السريع لـ ChatGPT واستراتيجية أوبن إيه آي للتفوق على غوغل

حقق ChatGPT من شركة “أوبن إيه آي” نموًا غير مسبوق في تاريخ المنصات الرقمية، إذ قفز عدد زياراته الشهرية من 186 ألفًا في نوفمبر 2022 إلى 5.5 مليار زيارة في مايو 2025، متفوقًا بفارق شاسع على منافسيه مثل “غروك” (178.6 مليون) و”كلود” (99.7 مليون)، وفق بيانات “سيميلار ويب”.

منذ إطلاقه قبل 925 يومًا فقط (نحو عامين ونصف)، أصبح ChatGPT محرك الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العالم، والآن يتحرك المدير التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، سام ألتمان، بسرعة بهدف “تجاوز غوغل” في ميدان البحث.

تهدف “أوبن إيه آي” إلى تكرار الهيمنة التي حققتها غوغل في أوائل الألفية حين أصبحت محرك البحث الأوسع استخدامًا. الرهان هو أن يتحول ChatGPT إلى الأداة التي يستخدمها الجميع… لأن الجميع يستخدمها.

ويركّز ألتمان على جذب المستخدمين الشباب دون سن الثلاثين عالميًا، مستعينًا بسلسلة مستمرة من التحديثات والضجة الإعلامية، لإرساء هيمنة ChatGPT في سوق الذكاء الاصطناعي.

الصراع الحالي يدور على جبهتين: الهيمنة في الذكاء الاصطناعي، والهيمنة في البحث الإلكتروني. وتعتبر “أوبن إيه آي” غوغل العدو الأخطر نظرًا لامتلاكها كنزًا من البيانات وخبرة بحثية ضخمة، إضافة إلى سيطرتها على سوق البحث التقليدي.

إنها على الأرجح أغلى حرب أعمال في التاريخ. إذ تضخ شركات مثل غوغل، أبل، أمازون، أنثروبيك، ميتا، وأوبن إيه آي مئات مليارات الدولارات في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة.

يرى سام ألتمان نفسه قائدًا متفائلًا لهذه الثورة، خلافًا لمنافسين مثل “أنثروبيك” الذين يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي ويركزون على الاستخدامات التجارية.

وفي عرض مغلق بنيويورك، استعرض ألتمان شرائح بيانية تُظهر التفوق الكاسح لـChatGPT في عدد الزيارات مقارنة بـ”كلود” و”غروك”، مؤكدًا أن معدلات التبني لا تزال تتسارع عبر الهواتف أيضًا.

في نفس اليوم، نشر ألتمان مقالة بعنوان “التفرّد اللطيف”، عبّر فيها عن قناعته بأن ChatGPT “أقوى من أي إنسان عاش على الأرض”، ووصف مستقبلًا مندمجًا فيه البشر بالآلات لعلاج الأمراض وتطوير مصادر طاقة جديدة وابتكار واجهات عصبية فائقة.

تشير شركة “أنثروبيك” إلى أن المقارنة قد تكون مضللة، لأنها تركز حاليًا على العملاء من الشركات لا الأفراد. في المقابل، أظهرت بيانات “سيميلار ويب” أن Google Gemini صعد مؤخرًا ليصبح ثاني أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي استخدامًا بعد ChatGPT.

تسعى “أوبن إيه آي” إلى جعل المستخدمين “يندمجون” أكثر فأكثر في نظامها، كما يصعب على مستخدمي أبل مغادرة نظام iOS. لذلك تسمح الشركة بإنشاء GPTs مخصصة، وتخزين سجل المحادثات، وبناء مهام يومية داخل ChatGPT.

وأبرمت “أوبن إيه آي” أيضًا اتفاقيات استراتيجية مع غوغل (سحابيًا)، ومع أبل لإدماج ChatGPT داخل أنظمة iOS وiPadOS وmacOS. كما أن واجهة API الخاصة بها أصبحت تغذّي عددًا هائلًا من التطبيقات الخارجية.