BYD تطلق أقل طراز كهربائي سعرًا في بريطانيا في منافستها العالمية ضد تسلا

أطلقت شركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية طرازها الأرخص في السوق البريطانية تحت اسم Dolphin Surf، في خطوة جديدة ضمن سعيها لتجاوز شركة تسلا الأمريكية كأكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم.
ويبدأ سعر الطراز الجديد من 18,650 جنيهًا إسترلينيًا، ليضعه في مصافّ أرخص السيارات الجديدة المعروضة للبيع في بريطانيا، مما يجعله خيارًا مغريًا للمستهلكين الباحثين عن بدائل ميسورة التكلفة للسيارات العاملة بالوقود التقليدي.
وتتحدى BYD منافستها تسلا، التي لا تزال تحتفظ بصدارة مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، لكنها بدأت تفقد بعض مكاسبها، لا سيما في السوق الأوروبية، حيث تفوقت BYD لأول مرة في عدد السيارات الكهربائية المسجّلة في أبريل الماضي. ورغم أن تسلا ما زالت تتصدر مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل، فإن BYD تتفوق عليها من حيث إجمالي السيارات الكهربائية والهجينة معًا. ويأتي هذا التقدم في وقت تواجه فيه تسلا تراجعًا ملحوظًا في الطلب، إذ انخفضت تسجيلات سياراتها في أوروبا بنسبة 50% في أبريل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وسط انتقادات لدور رئيسها التنفيذي إيلون ماسك في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويمثل إطلاق طراز Dolphin Surf نقطة تحول في استراتيجية التسعير الخاصة بـ BYD، التي باتت تراهن على جذب أصحاب الدخل المحدود بسيارات كهربائية صغيرة وبسعر قريب من نظيراتها العاملة بالبنزين. ويرى المحللون أن الشركة لا تزال تمتلك هامشًا واسعًا لخفض الأسعار، إذ إنها تبيع طرازًا شبه مطابق في الصين تحت اسم Seagull بسعر يبلغ نحو 6,000 جنيه إسترليني، مستفيدة من انخفاض تكاليف الإنتاج والمعايير التنظيمية الأقل صرامة هناك.
وتستفيد BYD من غياب الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية في المملكة المتحدة، خلافًا لما فرضه الاتحاد الأوروبي من رسوم بنسبة 17.4% على سيارات BYD بدعوى تلقيها دعمًا حكوميًا غير عادل. وقد أدى هذا التفاوت إلى جعل بريطانيا السوق الأوروبية الأكبر للعلامات التجارية الصينية، إذ شكلت 30% من مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا خلال مارس الماضي، وفقًا للمحلل ماتياس شميدت. كما تتسابق علامات صينية أخرى مثل Xpeng وLeapmotor وJaecoo على كسب حصة سوقية في بريطانيا، مستفيدة من هذه الفرصة التنظيمية.
رغم هذا التوسع الصيني، لا تزال شركات السيارات الأوروبية تحتفظ بحضور تنافسي، إذ بدأت بتقديم طرازات صغيرة بأسعار منخفضة لمواكبة التغيرات. ويُعد طراز Dacia Spring الأرخص في السوق البريطانية بسعر يبدأ من 14,995 جنيهًا إسترلينيًا، لكنه لا يقدم مدى طويلًا، إذ لا يتجاوز 140 ميلًا. بالمقابل، يبدأ سعر Citroën ë-C3 من 18,305 جنيهًا، في حين يبدأ سعر طراز Renault 5 من 22,995 جنيهًا.
ويبلغ المدى الرسمي لـ Dolphin Surf نحو 137 ميلًا، إلا أنه يتميز بخصائص متطورة عادةً ما تكون حكرًا على الطرازات الأعلى سعرًا، مثل شاشة دوارة تعمل باللمس، ونظام تثبيت السرعة الذكي، ونظام الكبح التلقائي في حالات الطوارئ. وتعتمد السيارة على بطارية Blade التي طورتها BYD، والمبنية على تقنية فوسفات الحديد الليثيوم (LFP)، وهي أرخص من البطاريات المعتمدة على النيكل والمنغنيز والكوبالت (NMC)، لكنها توفر أداءً أقل من حيث المدى.
وقد أصبحت بطاريات LFP هي السائدة في السوق الصينية بفضل تكلفتها المنخفضة، حيث اعتمدتها أكثر من 80% من السيارات الكهربائية المباعة في الصين خلال عام 2024، بحسب بيانات نقلتها “Kallanish Commodities”. وتتنافس BYD مع عملاق البطاريات الصيني CATL على الصدارة العالمية، من خلال استثمارات كبيرة في تقنيات LFP، ومحاولات لتقليص زمن الشحن الكامل إلى دقائق معدودة.