جوهرة الظلال: جبل جليدي أسود يفشي أسرارًا تعود لآلاف السنين

في واقعة نادرة أذهلت العلماء ورواد الإنترنت على حد سواء، التقط أحد الصيادين في بحر لابرادور قبالة سواحل كندا صورة لجبل جليدي بدا كما لو أنه مصنوع من الفحم أو الألماس الأسود.
هذه الكتلة الجليدية السوداء، التي بدت وكأنها خرجت من أسطورة قطبية، أصبحت حديث الساعة بعد أن نشرها الصياد هالور أنطونيوسن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثار مظهرها الغامض موجة من الفضول العلمي والجماهيري، وفقا لـ«ساينس ألرت».
المشهد بدا مخالفًا تمامًا لصورة الجبال الجليدية النمطية ذات البياض الناصع أو الزرقة الهادئة.
الجليد الأبيض يحتوي عادة على فقاعات هواء صغيرة تعكس الضوء، بينما يصبح الجليد أكثر شفافية ويميل إلى الأزرق مع تقدمه في العمر وطرده للهواء.
– تلسكوب ويب يثبت نظرية قديمة: اكتشاف جليد الماء في نظام نجمي شاب
– جبال مدفونة تحت جليد القطب الجنوبي.. أسرار جيولوجية مذهلة
أما الجبل الجليدي الأسود، فيعود لكونه مشبعًا بالمعادن، أو التراب، أو حتى الرماد البركاني، وهي مواد داكنة انحصرت في داخله أثناء تكوينه.
بين ألف إلى مئة ألف عام
يُرجّح العلماء أن هذا الجبل الجليدي الغامض قد يكون انفصل عن نهر جليدي ضخم بعد أن تنقل لآلاف السنين فوق طبقات الصخور، ما سمح بتداخل كميات كبيرة من الرواسب الداكنة في بنيته.
أشار الدكتور ليف تاراسوف من جامعة ميموريال في كندا إلى أن هذه المادة الداكنة قد تدل على عمر يتراوح بين ألف إلى مئة ألف عام.
كما لم يستبعد وجود احتمال أن يكون السواد ناتجًا عن انفجار بركاني كبير أو حتى اصطدام نيزكي في العصور الغابرة.
يُعد ظهور جبل جليدي كهذا ظاهرة فريدة من نوعها، ليس فقط لجماله الغريب، بل لما يحمله من تاريخ جيولوجي دفين.
وإذا سنحت الفرصة لدراسته ميدانيًا، فقد يقدم أدلة مدهشة حول مناخ الأرض القديم وتاريخها الجليدي والبركاني.