«صحيفة سويسرية»: هانيبال القذافي يسعى للحصول على اللجوء في جنيف

«صحيفة سويسرية»: هانيبال القذافي يسعى للحصول على اللجوء في جنيف

كشف جريدة سويسرية أن هانيبال، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي طلب- من سجنه في لبنان- المساعدة لطلب اللجوء إلى جنيف.

وقالت جريدة «بليك» السويسرية إن هانيبال طلب اللجوء إلى العاصمة التي غادرها برفقة حراسة أمنية، مشيرة إلى أنه كان قبل انهيار نظام والده معمر القذافي سببًا في أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا.

وفي أوائل مارس الماضي أعلنت وزارة العدل بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، ، إطلاق هانيبال القذافي، مضيفة أنها عملت على «ضمان تطبيق القانون وتوفير الضمانات القانونية والإنسانية له»؛ لكنها لم تحدد آلية إطلاق القذافي أو الخطوات اللاحقة عقب تلك الخطوة.

هانيبال يعرف جنيف جيدًَا
وعبّر هانيبال القذافي، بحسب مقربين من عائلته وعدة مصادر لبنانية، عن رغبته في طلب اللجوء، وتحديدًا في جنيف، وفق الجريدة التي أضافت أن جنيف مدينة يعرفها جيدًا، حيث عاش حياة مترفة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بين فنادق فاخرة – ولا سيما فندق ويلسون – وسيارات رياضية، وحراسة أمنية مشددة.

وأضافت أن نجل معمر القذافي لا يزال يتمتع بشبكة علاقات واسعة في العاصمة السويسرية، «فيما يحلم بها اليوم كملاذ حيادي، بعيدًا عن قيود وابتزاز لبنان المأزوم».

شربل خوري يسعى لإيجاد مسكن لهانيبال في سوسسرا
وتساءلت جريدة «بليك»: هل يسعى محاميه، شربل خوري، لإيجاد مسكن له في سويسرا؟ خاصة أن الاخير التزم الصمت حيال طلبات لجوء موكله.

كما عبّرت السلطات السويسرية عن صمتها أيضا، ففي برن، لم تُعلّق وزارة الخارجية الاتحادية على قضية هانيبال القذافي، وأحالت الأمر إلى وزارة الدولة للهجرة صاحبة الاختصاص الحصري في هذا الشأن.

وبالنسبة للدبلوماسيين السويسريين، لا يزال اسم هانيبال القذافي مرتبطًا بـ«الإذلال والغطرسة وابتزاز الدولة»، والذي مثّل نقطة تحول في السياسة الخارجية للبلاد، حسب الجريدة التي اعتبر أن «منح هانيبال اللجوء سيُعيد نكئ جرحٍ استغرقت سويسرا سنواتٍ لشفائه، وقد يُشعل أزمةً سياسيةً جديدة».

المقربون من هانيبال يبعثون برسائل إلى ترامب وغوتيريس لإنهاء احتجازه
في الأشهر الأخيرة، كثّفت دائرة هانيبال القذافي جهودها لدى الهيئات الدولية، فقد راسلوا الرئيس دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومؤسسات الأمم المتحدة المختلفة في جنيف، معربين عن قلقهم بشأن احتجازه لأكثر من عشر سنوات.

وقُدِّمت عدة التماسات تطالب بتطبيق اتفاقيات جنيف، معتبرةً إياه ضحية اعتقال تعسفي. وقد أُحيلت القضية إلى فريق الأمم المتحدة المعني بالاعتقال التعسفي.

وتساءلت الجريدة: «هل يُمكن قانونا لهانيبال القذافي طلب اللجوء السياسي إلى دولة ثالثة – مثل سويسرا – أثناء احتجازه في لبنان»؟، موضحة أن القانون الدولي ينص على أنه في بعض الحالات، يجوز للشخص المُحتجز تعسفيًا تقديم طلب لجوء عبر القنوات الدبلوماسية، مثل السفارة أو منظمة إنسانية مُفوضة.

واستدركت: «لكن إخراجه من منطقة الاحتجاز يتطلب تعاون السلطات المحلية وهو ما يبدو مستبعداً للغاية في الحالة اللبنانية دون حل النزاع المحيط بمصير الزعيم الشيعي موسى الصدر».

شروط سويسرا في منح اللجوء
وتأخذ سويسرا عدة معايير في طلبات اللجوء بعين الاعتبار- في هذه الحالة- منها احتمال التعرض للاضطهاد عند العودة إلى ليبيا، واحترام الحقوق الأساسية لمقدم الطلب، وتقييم ماضيه.

وفي يوليو من العام 2008، أُلقي القبض على هانيبال القذافي في جنيف «للاشتباه في إساءة معاملته لخادمتين منزليتين». وانتشرت صور اعتقاله في جميع أنحاء العالم. فيما كان رد فعل نظام والده معمر القذافي عنيفا مع إطلاق تهديدات بالسلاح، وقطع إمدادات النفط، واعتقال رجال أعمال سويسريين، وإغلاق السفارة السويسرية في ليبيا. ووعد نظام القذافي أنذاك بـ«تدمير سويسرا» ووصفها بـ«وكر المجرمين».

– وزارة العدل بحكومة حماد تعلن إطلاق هانيبال القذافي
– «تغريدات إسرائيلية» تزعم الحصول على أدلة بشأن المتورطين في قضية هانيبال القذافي
– وزيرة العدل: أطراف لبنانية تعرقل إغلاق ملف «الصدر» لأسباب سياسية
– شاهد.. لماذا ترفض السلطات اللبنانية التعاون مع ليبيا في ملف هانيبال؟

وترى الجريدة أن هذا هذا الصراع الدبلوماسي النادر الحدة سيترك «ندوبا عميقة».

احتجاز هانيال في لبنان منذ 2015
ومنذ العام 2015، يُحتجز هانيبال دون محاكمة في لبنان في إطار التحقيق في اختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر، وذلك في لالعام 1978 بطرابلس، بينما كان هانيبال في الثالثة من عمره فقط آنذاك ويُتهم بـإخفاء معلومات.

واختُطف هانيبال في سورية، ثم نُقل إلى لبنان في ظروف غامضة، وهو محتجز منذ نحو 10 سنوات في حالة من الغموض القضائي، دون محاكمة. ويندد محاموه، وزوجته الممثلة اللبنانية ألين سكاف، وطفلاه هانيبال جونيور وعلاء، وشقيقته عائشة، اللاجئة في دبي، بالاعتقال التعسفي، ويرون أن سبب الاعتقال «الانتقام والضغط السياسي».