وليامز: ليبيا فقدت مكانتها كأولوية لدى المجتمع الدولي والدول الأوروبية تنظر إليها وفق مصلحتها الخاصة.

وليامز: ليبيا فقدت مكانتها كأولوية لدى المجتمع الدولي والدول الأوروبية تنظر إليها وفق مصلحتها الخاصة.

قال المبعوثة الأممية الأسبق إلى ليبيا ستيفاني وليامز إن كل دولة أوروبية تنظر إلى الوضع الليبي من خلال مصالحها الخاصة، متابعا: «لا يمكن اختزال ليبيا في ملف هجرة فحسب»، بل يتطلب الأمر «رؤية شاملة وشجاعة، قادرة على معالجة جذور الأزمة التي تُؤثر على البلد منذ أكثر من عقد».

جاء ذلك في حوار أجرته وليامز مع وكالة «نوفا» الإيطالية لاستعراض محتوى كتابها الجديد «ليبيا منذ القذافي: الفوضى والبحث عن السلام»، والذي اعتبرته «يقدم إعادة بناء مفصلة للأحداث الليبية بعد عام 2011.

وتشرح وليامز محتوى كتابها ودوافعه، الذي يُعدّ سردًا مُفصّلًا ومُعمّقًا للأحداث السياسية والعسكرية والدبلوماسية في ليبيا منذ عام 2011 وحتى آخر التطورات، قائلة: «قررتُ كتابة هذا الكتاب لأنني شعرتُ بغياب إعادة بناء مُفصّلة ومحايدة للأحداث الليبية ما بعد القذافي، من منظور داخلي وبكل تعقيداتها. إنها قصة لا تُفرّط في انتقاد أيٍّ من الأطراف المعنية”.

وليامز: إيطاليا تركز على قضية الهجرة.. وفرنسا تهتم بمكافحة الإرهاب
وانتقجت الدبلوماسية الأميركية إيطاليا لتركيزها المفرط على قضية الهجرة. وتقول: «من المؤكد أن لإيطاليا منظورها الخاص الذي تنظر من خلاله إلى ليبيا»، موضحةً أن سياسة روما تجاه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا تأثرت تاريخيًا بقضية الهجرة.

وتضيف: «قد نختلف حول كيفية التعامل مع هذه القضية مع الليبيين، لكنني أعتقد أنها تؤثر بالتأكيد على السياسات المتبعة. أما الفرنسيون، من ناحية أخرى، فيميلون إلى النظر إلى ليبيا من منظور مكافحة الإرهاب»، مشيرةً إلى إعادة إطلاق عملية برلين مؤخرًا، وهي مبادرة دبلوماسية أطلقتها ألمانيا ودعمتها الأمم المتحدة في عام 2020 لتعزيز الحل السياسي للأزمة الليبية.

– ستيفاني وليامز تطرح فكرة «اللامركزية» لحل الأزمة السياسية في ليبيا
– ستيفاني وليامز تناقش مستقبل التشكيلات المسلحة في ليبيا.. وترجح استمرار الوضع الراهن

تشمل عملية برلين الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية المهتمة بالملف الليبي، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي، وقد ساعدت في الحصول على التزامات مشتركة بشأن وقف إطلاق النار واحترام حظر الأسلحة ودعم عملية انتخابية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

ومن المقرر عقد اجتماع قادم في ألمانيا في 20 يونيو. وعلقت ويليامز قائلة: «مما أراه، هناك الآن تركيز أكبر على التعاون بدلاً من التنافس بين البلدين في الملف الليبي».

تهميش الملف الليبي في الأجندات الدولية
وفقًا لوليامز، فإن إحدى أهم القضايا الحرجة التي واجهتها المنطقة في الآونة الأخيرة تتعلق بتهميش الملف الليبي في الأجندات الدولية، وخاصةً في عام 2019. وتقول المبعوثة الأممية السابقة: «كانت المشكلة أن ليبيا لم تعد أولوية سياسية في جميع العواصم تقريبًا. غالبًا ما كانت القرارات المتعلقة بالملف الليبي خاضعة لاعتبارات سياسية ثنائية مع جهات فاعلة رئيسية في المنطقة، مثل الإمارات العربية المتحدة أو مصر. أصبحت ليبيا عنصرًا ثانويًا في العلاقات الاستراتيجية الأوسع».

بالنسبة لوليامز، من الضروري الآن أن تعود ليبيا إلى كونها أولوية سياسية في العواصم الدولية الرئيسية: «اليوم، هناك فرصة حقيقية لإعادة ليبيا إلى صميم جدول الأعمال. هناك حاجة إلى التزام جاد ومنسق ودائم».

وليامز: ليبيا تحتاج اقتراحات أوروبية لا تُراعي المصالح الآنية فحسب
تشدد الممثلة الخاصة السابقة على الدور الاستراتيجي لروسيا وتركيا، اللتين تعملان الآن في «نوع من السيادة المشتركة» على الأراضي الليبية، وهو وضعٌ لا يزال هشًا وخطيرًا، رغم ضمانه هدوءًا نسبيًا. وتضيف: «الليبيون أنفسهم يدعون قوى أجنبية إلى بلادهم، لكنهم بذلك يُعرّضون سيادتهم للخطر». وهو وضعٌ يتطلب الآن، أكثر من أي وقت مضى، «قيادةً أوروبيةً قادرةً على اقتراح حلولٍ شاملةٍ وحقيقية، لا تُراعي المصالح الآنية فحسب، بل تُعنى أيضًا بإحلال السلام الدائم والمستدام في ليبيا».