بورتريه يعود تاريخه إلى 95 عامًا لـ«المهاتما غاندي» يعرض للبيع في مزاد بلندن يوليو المقبل

تعرض إحدي صالات المزادات بلندن لوحة نادرة، تمثّل «بورتريها» لبطل استقلال الهند المهاتما غاندي، ويبلغ عمرها 95 عاما، ورسمتها الفنانة البريطانية – الأميركية كلير لايتون لغاندي خلال وجوده في لندن. وستُباع اللوحة في مزاد إلكتروني خلال الفترة من 7 إلى 15 يوليو المقبل، بعد ترمِّيمها نتيجة قيام متطرف هندوسي بتشويهها بسكّين قبل عقود.
-حفيدة غاندي تكافح للحفاظ على إرثه المهدد في جنوب أفريقيا
-أكبر مزاد من نوعه.. طرح مجموعة نادرة من مقتنيات الأميرة ديانا قريبا
ومن المتوقع أن يتراوح سعر اللوحة بين 50 و70 ألف جنيه إسترليني «67 – 95 ألف دولار»، بحسب المسؤولين عن صالة «بونامز» التي تقيم المزاد، وفق وكالة «فرانس برس».
قصة اللوحة
من جهتها، قالت المسؤولة بقسم المبيعات في «بونامز»، ريانون ديميري، في تصريحات للوكالة : «هذا ليس فقط عملا نادرا لكلير لايتون، المعروفة بنقوشها الخشبية، بل يُعتقد أيضا أنها اللوحة الوحيدة التي كان فيها المهاتما غاندي موجودا خصيصا لرسمه».
والمعروف أن هناك عددا كبيرا من الأعمال الفنية والكتب والأفلام التي تناولت شخصية المهاتما غاندي، الذي ألهم نضاله السلمي ضد الحكم البريطاني من خلال العصيان المدني حركات مقاومة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن لوحة الفنانة البريطانية – الأميركية عام 1931 هي الوحيدة التي كان فيها غاندي موجودا خصيصا أمام الفنانة لكي ترسمه، وفقا لعائلتها، ودار «بونامز».
وقد التقت كلير لايتون غاندي عام 1931 عندما كان في لندن، لإجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانية في شأن الهند. وكانت لايتون تنتمي إلى الأوساط الفنية اليسارية في لندن، وكان زوجها الصحفي، هنري نويل برايلسفورد، هو الذي عرفها على غاندي.
ووصف نجل شقيق الفنانة كاسبار لايتون، في تصريح إلى «فرانس برس»، اللوحة بأنها «بمثابة كنز دفين»، مضيفا: «نوع من الإغراء الفكري والفني المتبادل نشأ بين الاثنين»، ومشيرا إلى أن عمّته كانت تشارك غاندي «حسّا بالعدالة الاجتماعية».
رسالة شكر
عُرضت لوحة لايتون للمرة الأولى في معرض بلندن نوفمبر 1931، ووجّه وقتها السكرتير الشخصي لغاندي، ماهاديف ديساي، رسالة إلى كلير لايتون، قال فيها: «لقد سررتُ بوجودك هنا فترات صباحية عدة، لرسم صورة غاندي«، مضيفا: «أخبرني كثر من أصدقائي الذين شاهدوها في معرض ألباني أنها تشبهه كثيرا».
أما المرة الثانية المعروفة التي عُرضت فيها هذه اللوحة فكانت عام 1978 في مكتبة بوسطن العامة بالولايات المتحدة. وبعد وفاة الفنانة كلير لايتون، انتقلت اللوحة إلى والد كاسبر، ثم إلى كاسبر نفسه، الذي قال: «أعتقد أن تمكين المزيد من الناس من رؤيتها سيكون أمرا رائعا. ربما ينبغي إعادتها إلى الهند، فهي قد تكون المكان الأنسب لوجودها».
ولاحظ كاسبر لايتون، حسب كلامه مع الوكالة الفرنسية، أن اللوحة هي لـ«غاندي في أوج سلطته»، وتحمل أيضا ندوبا تُذكر بمقتله.
اللوحة تتحدى التطرف
المعروف أن غاندي جرى اغتياله عام 1948، عندما أطلق عليه النار ناثورام غودسي، وهو متطرف اتهمه بخيانة الهندوس بموافقته على تقسيم الهند، وإنشاء دولة باكستان، التي يشكّل المسلمون غالبية سكانها.
والغريب أن لوحة غاندي تعرّضت هي الأخرى لهجوم بسكين على يد «متطرف هندوسي» في مطلع سبعينات القرن العشرين. وعلى الرغم من عدم توثيق الهجوم، فإن ملصقا على ظهر اللوحة يؤكد أنها رُمّمت في الولايات المتحدة عام 1974.
وأكدت ذلك ريانون ديميري أنه باستخدام مصباح فحص بالأشعة فوق البنفسجية، أظهر وجود أثر في اللوحة المُرمّمة لتمزق عميق على وجه «غاندي»، ورأت أن «الأمر يبدو متعمدا»، واعتبرت أن الترميمات «تضفي صدقية على هذه القصة».