«بلومبرغ»: تزايد مخاطر الصراع الإسرائيلي – الإيراني وتأثيره على أسواق النفط في هذين السيناريوهين

خلص مقال نشرته وكالة «بلومبرغ» الأميركية إلى أن هناك سيناريوهين اثنين يشعلان أسواق الطاقة العالمية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية الإيرانية لليوم الرابع على التوالي، رغم أنه استبعد في الوقت الراهن هذه المخاطر لوفرة الإمدادات النفطية بفضل زيادة إنتاج تكتل «أوبك بلس».
وتحدث المقال، الذي كتبه محلل أسواق السلع والطاقة خافيير بلاس، عن وجود خطرين اثنين هما الأكبر على سوق النفط، الأول يتعلق بحالة لجوء إيران إلى تسريع تصنيع السلاح النووي كسبيل لردع الهجمات الإسرائيلية، مما سينتج عنه حزمة من العقوبات الدولية، الأمر الذي سيعقد المشتريات الصينية من النفط الإيراني، البالغة 1.5 مليون برميل يوميا، بل وسيجعلها مستحيلة.
مخاطر من داخل إيران
أما الخطر الثاني، فهو يتعلق بموقف المرشد الأعلى لإيران، آية الله خامنئي، إذ يوضح الكاتب أن «هناك شعورا متناميا بأن خامنئي يواصل القتال ليس من أجل الحفاظ على البرنامج النووي فحسب، بل أيضا للحفاظ على استقرار نظامه، ولهذا، قد تلجأ طهران إلى إثارة اضطرابات اقتصادية عبر أسواق النفط لضمان بقائها».
ورأى المقال أن «التصعيد الراهن لا يختلف كثيرا عن فترات سابقة من التصعيد المتبادل بين الطرفين التي دفعت أسعار النفط إلى ارتفاع صاروخي دون التأثير على الإمدادات أو تدفقات الخام من المنطقة».
– كيف تحولت أسواق الطاقة إلى ساحة للمواجهة العسكرية بين إيران و«إسرائيل»؟
– مع التصعيد الجيوسياسي.. هل ترتفع أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل؟
تدفقات الخام مستمرة
وأشار إلى أن البراميل النفطية لا تزال تتدفق من المنطقة، ولم تتأثر الحقول النفطية أو الناقلات في أرجاء الشرق الأوسط، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أيام واستهداف عشرات المواقع الإيرانية، بما فيها مواقع نووية، ورد طهران بهجمات مماثلة.
وقال إن هناك بالفعل وفرة في المعروض من الخام بالأسواق النفطية، ولهذا توقع المحلل الاقتصادي تراجع أسعار الخام التي تعتمد بشكل رئيسي على أساسيات العرض والطلب.
صدمة نفطية بالشرق الأوسط
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن خطر حدوث صدمة نفطية كبرى في الشرق الأوسط لا يزال قائما، لا سيما إذا اتسعت رقعة المواجهة بين إيران و«إسرائيل».
وقال إنه «من المستحيل معرفة المستوى الدقيق للعرض والطلب العالمي في الوقت الفعلي. لكن هناك مؤشرا على ذلك وهو المخزون العالمي. وخلال الأشهر الماضية، هناك زيادة في المخزونات العالمية فوق المعدلات الموسمية، وهو مؤشر أكيد على فائض المعروض».
وأضاف: «الهجمات الإسرائيلية لم تغير حقائق العرض والطلب في السوق النفطي. فالأسواق تشهد وفرة في المعروض حتى اليوم».
وتابع: «على أي حال، تؤثر الفوضى الجيوسياسية بالأعمال التجارية، لذا قد يتباطأ نمو الطلب على النفط أكثر. على صعيد العرض، يتيح ارتفاع الأسعار الحالي لمنتجي النفط الصخري الأميركي فرصة غير متوقعة لتثبيت الأسعار الآجلة، مما يساعدهم على مواصلة الحفر عند مستويات أعلى من المعتاد».
استجابة متباينة للأسواق
إلى ذلك، أشار المقال إلى استجابة متباينة لأسواق الطاقة للهجمات الإسرائيلية على إيران التي بدأت الجمعة الماضية. ففي الساعات الأولى من الهجمات، ارتفعت أسعار «برنت» 10% قرب مستوى 80 دولارا للبرميل.
غير أن الأسعار قد هبطت لاحقا إلى مستوى 75 دولارا للبرميل حيث استغل التجار تلك القفزة في عمليات البيع. وحتى الآن، لم تستهدف الهجمات الإسرائيلية المنشآت النفطية الإيرانية، مما يعكس أي مخاطر حالية على إمدادات الخام في الأسواق.