فرقة “إزرا كولكتيف” البريطانية ت融合 بين الجاز والأفروبيت

نجحت الفرقة الخماسية اللندنية «إزرا كولكتيف» Ezra Collective التي حصلت على لقب فرقة العام في جوائز «بريت» العام 2025، في جذب جمهور جديد وجعله يرقص على أنغام موسيقى الجاز الممزوجة بالأفروبيت، متخذة مبدأ الموسيقى «للجميع» شعارا لها.
فالواقع أن «إزرا كولكتيف» التي ستعزف ضمن مهرجان غلاستونبري في إنجلترا نهاية الشهر، أصبحت في أقل من عامين أول فرقة جاز بريطانية تفوز بجائزة ميركوري المرموقة وتصل إلى قائمة أفضل عشر فرق في المملكة المتحدة من حيث المبيعات بألبومها «دانس، نو وانز واتشينغ» Dance, No One’s Watching العام 2024.
ويقول عازف الدرامز فيمي كوليوسو من الاستوديو الخاص به بشمال لندن، حيث نشأ: «عندما كنت صغيرا، لم أكن أستطيع تحمل تكاليف ارتياد معظم نوادي الجاز، وبالتأكيد لم أكن أستطيع تحمل تكلفة تناول مشروب هناك»، في حديث لوكالة «فرانس برس».
ويضيف الموسيقي الإنجليزي النيجيري الأصل (30 عاما): «بدا لي الجاز فنا من درجة عالية.. لهذا السبب أردنا أن نجعل اانلناس يشعرون بأنه للجميع، وأن نقضي على أية نخبوية».
يعود إلى نحو عشر سنوات تأسيس فرقة «إزرا كولكتيف» التي سميت كذلك تيمنا بعزرا، أحد الأنبياء التوراتيين، عندما بدأ كوليوسو وشقيقه الأصغر عازف الباس تي جيه كوليوسو، العزف في نوادي الجاز للمراهقين، حيث التقيا عازف الأورغ جو أرمون جونز وعازف الساكسفون جيمس موليسون.
–
–
–
ويقول: «تعلمنا موسيقى الجاز، لكننا وقعنا في غرام موسيقى الأفروبيت في البداية، وتشكلت موسيقانا نتيجة دمجهما».
وأفضت حفلات الفرقة وجولاتها والتحاق عازف البوق إيفي أوغونجوبي بها، إلى امتزاج موسيقاها «بالهيب هوب والداب والريغي، وفي الآونة الأخيرة السالسا» وموسيقى الهايلايف الغانية، مع أن «نمط الجاز يبقى أساس كل شيء».
وحظي هذا المزيج الموسيقي الذي يحضّ على الرقص بإعجاب جماهير تتجاوز بكثير نطاق عشاق هذا النوع الموسيقي، نظرا إلى الطاقة الكبيرة التي تتخلل حفلات الفرقة.
فضل مكان في العالم
بعد أن أصبحت «إزرا كولكتيف» من الفرق الرائدة في مشهد موسيقى الجاز المزدهر، بقيادة جيل جديد من الموسيقيين، فاجأت الجميع بفوزها بجائزة ميركوري المرموقة عن ألبومها الثاني «وير آيم مينت تو بي» Where I’m Meant To Be العام 2023.
وأتاح هذا الفوز الاعتراف أخيرا بوجود «عصر ذهبي لموسيقى الجاز البريطانية»، وفقا للناقد الموسيقي في جريدة «ذي غارديان» البريطانية.
ويشير عازف الباس تي جيه كوليوسو لوكالة فرانس برس إلى أن معظم موسيقيي الفرقة، من خلفيات وتأثيرات متنوعة، تعلموا العزف معا في نوادي الجاز للمراهقين التي جعلت من لندن «أفضل مكان في العالم يمكن أن يولد فيه» الفنانون الشباب.
وساهم برنامج «توموروز وارييرز» الذي أُطلق العام 1991 لتعزيز التنوع في موسيقى الجاز، في إبراز الكثير من الموهوبين، ومنهم نوبيا غارسيا، وكوكوروكو، و«إزرا كولكتيف».
وقال فيمي كوليوسو بتأثر على خشبة المسرح في احتفال توزيع جوائز «بريت»، حيث تقدمت الفرقة في مارس الفائت على فرقتي «كولدبلاي» و«ذي كيور» العملاقتين: «إذا كنا نعيش هذه اللحظة، فذلك بفضل نوادي الشباب والمعلمين والمدارس الرائعة».
ويُشير فيمي كوليوسو إلى أن الأخوين، وهما مسيحيان متدينان ومعجبان بمخترع موسيقى الأفروبيت فيلا كوتي ونادي أرسنال لكرة القدم، لا يزالان مرتبطين بشكل وثيق بحيهما في إنفيلد بلندن، حيث نشآ «بجانب عائلة بنغلاديشية، وصديق طفولة تركي ومحاطين بجامايكيين».
ويقول الرجل الذي عزف أيضا على الطبول في جولات لفرقة «غوريلاز»: «لقد كانت لندن دائما مصدر إلهام عميق»، و«هذا المزيج، هذا التنوع حاضر في كل ما كتبتُه وألّفتُه».
وعلى المسرح، يرتجل أعضاء الفرقة الذي يعتبرون أنفسهم «إخوة»، وإذا كانوا يعزفون دائما «الجزء الأول من الأغنية بدقة»، يأخذ كلٌّ منهم بعد ذلك حريته.
ويستبعد تي جيه كوليوسو أن يكون الذكاء الصناعي «قادرا على تقليد» ما يحصل في حفلة للفرقة، ويقلل من شأن مخاطر هذه التقنية التي تُقلق الفنانين، لأن «الأشياء الحقيقية والأصيلة» تصمد دائما أمام تحولات كهذه.