كيفية مقاومة الريتينول لعلامات الشيخوخة على البشرة؟ .. أطباء الجلد يتحدثون عن الحلول.

انتشرت منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مادة ريتينول على نطاق واسع في الآونة الأخيرة؛ إذ تعد ببشرة مشرقة خالية من العيوب، مع منع علامات التقدم في السن.

غير أن حالة من الجدل صاحبت انتشار هذا النوع من منتجات العناية بالبشرة، بين من يروج لها باعتبارها منتجًا سحريًا للتخلص من الخطوط والعلامات المصاحبة للتقدم في العمر، في حين يزعم آخرون أنها تزيد من خطر إصابة البشرة بحروق الشمس، كما أنها تزيد من سوء حبوب الشباب، بحسب موقع «ساينس ألرت».

ما هي مادة الريتينول؟
ولهذا استطلع الموقع الأميركي آراء بعض أطباء الجلدية بشأن مدى فاعلية منتجات الريتينول للبشرة ومدى ملاءمتها لأنواع البشرة المختلفة.

والريتينول جزء من عائلة مركبات كيميائية تسمى «ريتينويدات»، وهي مشتقة من فيتامين ألف أو مرتبطة به، وهو عنصر غذائي أساسي لصحة البشرة والبصر ووظيفة المناعة. وجميع مركبات «رتينويدات» فعالة لأن إنزيمات البشرة تحولها إلى شكلها النشط، وهو حمض الريتينويك.

يجري الترويج لمنتجات ريتينول على أنها مضادة للشيخوخة، وذلك لأنها تساعد في تقليل ظهور الخطوط الرفيعة والتجاعيد، وتساعد في توحيد لون البشرة، وتقليل التصبغات والبقع وحبوب الشباب.

كما أنها لها تأثير مقشر، بمعنى أن بإمكانها تفتيح مسام البشرة. لكن أطباء الجلدية يؤكدون أن العلاجات ذات التركيز العالي من الريتينول والتي تستهدف حبوب الشباب تحتاج إلى وصفة طبية، لاحتوائها على حمض الريتينويك، الذي يعد علاجًا في الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا وأستراليا.

– فوائد استخدام الريتينول مع فيتامين «سي»
– أفكار خاطئة عن الريتينول

كيفية استخدام ريتينول في العناية بالبشرة؟
تعمل منتجات الريتينول على تقليل علامات شيخوخة البشرة. فمع التقدم في السن يضعف حاجز البشرة، ما يجعله أكثر عرضة للجفاف والإصابة والالتهابات. 

ولهذا تساعد منتجات الريتينول في مكافحة هذا الترقق الطبيعي من خلال تحفيز تكاثر الخلايا الكيراتينية، وهي الخلايا التي تشكل الطبقة الخارجية من الجلد وتحمي من التلف وفقدان الماء.

كما يحفز الريتينول إنتاج مادة كولاجين في البشرة، وهي البروتين الأساسي الذي يشكل دعامة تحافظ على تماسك ومرونة البشرة، وكذلك الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين وتدعم بنية الجلد.

وتسرع منتجات ريتينول الآلية التي تقوم بها البشرة بالتخلص من الخلايا الميتة واستبدالها بخلايا جديدة. ومع مرور الوقت، تساعد هذه العمليات على تقليل الخطوط الدقيقة، وإخفاء البقع الداكنة، وتوحيد لون البشرة. كما أنها تجعل البشرة تبدو أكثر صفاء.

عيوب استخدام منتجات ريتينول
لكن منتجات ريتينول تأتي كذلك مع بعض الآثار الجانبية؛ إذ أنها قد تسبب هياجًا في البشرة مع أول استخدام، أو نوبة حبوب شباب موقتة تنتشر مع بدء استخدام منتجات الرتينويدات الموضعية.

وأظهرت بعض الدراسات أن الجلد قد يتهيج ويتفاقم حب الشباب بشكل موقت في بعض الحالات. ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العلاقة.

هل منتجات ريتينول آمنة؟
وتؤكد الدراسات وأطباء الجلدية أن استخدام منتجات ريتينول بتركيزات اعتيادية للعناية للبشرة، التي يتراوح تركيزها بين 0.1 – 0.3%، آمن وعادة ما يكون مصاحبًا بآثار جانبية خفيفة. ويستطيع معظم الأشخاص الذين يعانون من تهيج، مثل الاحمرار أو الجفاف أو التقشير، عند بدء استخدام الريتينول بناء تحمل تدريجي له. تُسمى هذه العملية باسم «ريتينيزيشن».

ومع ذلك، يزيد الرتينول من حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية، المعروفة باسم حساسية الضوء. ويمكن أن تؤدي هذه الاستجابة المفرطة إلى حروق الشمس والتهيج وزيادة خطر فرط التصبغ أو ظهور البقع الداكنة.

لهذا السبب ينصح أطباء الجلدية بالمواظبة على استخدام كريم الوقاية بالشمس واسع الطيف يوميا إلى جانب استخدام منتجات الريتينول.

الفئات الممنوعة من استخدام منتجات الريتينول
كما يوصي الأطباء بعض الفئات بتجنب استخدام منتجات الريتينول مثل المراهقين والأطفال، إلا إذا كانت باستشارة من الطبيب لعلاج حبوب الشباب على سبيل المثال أو بعض الحالات المرضية بالبشرة.

كما ينصح أصحاب البشرة الحساسة الذين يعانون من حالات مثل الأكزيما، المصحوبة بجفاف وحكة والتهاب الجلد، والوردية، احمرار وحساسية مزمنة، بالابتعاد عن منتجات الريتينول. 

ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل استخدام منتجات الريتينول مع علاجات أخرى للعناية بالبشرة، مثل أحماض ألفا هيدروكسي، لأنها قد تؤدي إلى تقشير البشرة بشكل مفرط وإتلافها. كما لا ينصح باستخدام منتجات الريتينول التي تُصرف دون وصفة طبية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، لأن الشكل النشط من الريتينول، وهو حمض الريتينويك، مسبب للتشوهات الخلقية للأجنة.

أما الاستخدام الأمثل لمنتجات الريتينول هو البدء بكمية قليلة لا تتخطى حجم حبة البازلاء من منتج منخفض التركيز، 0.1%، مرة أو مرتين في الأسبوع، ويفضل ليلا لتجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية.