استراتيجيات تقليل الانبعاثات: وعود طموحة وتأثيرات محدودة

يؤكد معهد «نيو كلايمت» ومنظمة «كاربون ماركت ووتش» أن خطط خفض انبعاثات غازات الدفيئة عن طريق الحد من قطع أشجار الغابات مثلاً، والتي وضعتها شركات «دانون»، و«جاي بي إس»، و«مارس»، و«نستله»، و«بيبسي كو»، «غير قادرة بشكل كبير على إحداث خفض هيكلي وجوهري للانبعاثات في القطاع».
وفي إطار تقريرهما السنوي الرابع بشأن طموحات الشركات العالمية المتخصصة في مجالات متعددة، من الأزياء إلى الصناعات الغذائية، وخصوصاً تلك التي تعتمد خطاباً طموحاً، خُصص قسم نُشر الثلاثاء لـ«النزاهة الشاملة لاستراتيجيات المناخ» لخمس من الشركات العشر الكبرى المتخصصة في الصناعات الغذائية، وفقا لوكالة «فرانس برس».
حصلت مجموعة «دانون» الفرنسية على تصنيف «متوسط» من حيث النزاهة، بينما حصلت شركتا «مارس» الأميركية و«نستله» السويسرية على تصنيف «سيء»، وحصلت «بيبسي كو» الأميركية و«جاي بي إس» البرازيلية على أدنى تصنيف وهو «سيء جداً».
– دراسة: إجراءات خفض الانبعاثات غير فاعلة وتفتقر إلى التكامل
– رئيس مؤتمر «كوب 28»: يجب على جميع الصناعات المشاركة في خفض الانبعاثات والخضوع لمحاسبة
– أرقام قياسية جديدة لتركيزات الغازات الملوثة بالغلاف الجوي العام 2022
حددت مراكز الأبحاث خمسة مجالات رئيسية لخفض الانبعاثات، وهي التحوّل نحو زيادة البروتينات النباتية، والتزامات في ما يخص مكافحة قطع أشجار الغابات، وخفض استهلاك الأسمدة الكيماوية، وتقليل النفايات والهدر، والتحوّل في مجال الطاقة في المواقع الصناعية، والتغليف، والنقل.
أهمية التعويض
تُعزى الانبعاثات الناجمة عن الزراعة إلى تربية المواشي بشكل رئيسي، وخصوصاً الأبقار التي تُطلق غاز الميثان، بالإضافة إلى استخدام الأسمدة التي تُطلق أكسيد النيتروز، ثالث غاز مسبب لمفعول الدفيئة بعد الميثان وثاني أكسيد الكربون، لكنه الأكثر تسبّباً في الاحترار.
يُعدّ أداء شركتي «بيبسي كو» و«نستله» جيداً نسبياً في ما يتعلق بطموحات قطع أشجار الغابات، إلا أن «النقص في شفافية البيانات» في كل سلاسل التوريد الخاصة بهما يزيد من خطر وجود تباين كبير بين التقدّم المُبلغ عنه من جانب الشركتين ومعدلات إزالة الغابات الفعلية المرتبطة بأنشطة مورديهما.
يشير معدّا التقرير خصوصاً إلى استمرار الإزالة غير القانونية للغابات المرتبطة بسلسلة توريد شركة «جاي بي إس»، إذ يستمر قطع مساحات كبيرة من الأشجار لإيواء المواشي.
ويقولان «لا تُدرك أيّ من الشركات الخمس ضرورة تقليل استخدام الأسمدة»، المسؤولة عن الانبعاثات خلال الإنتاج وحتى التسميد، ويضيفان أن «نستله» و«دانون» لا تُشيران سوى إلى استبدال الأسمدة الصناعية بأخرى طبيعية.
وفي ما يتعلق بخفض النفايات، «وحدها دانون لديها أهدافٌ ذات مصداقية وطموحة»، بحسب التقرير.
ويُشير التقرير إلى أن طموحات الشركات على المدى القصير، لا سيما في ما يتعلق بالطاقة والتغليف، من غير المُرجّح أن تُحدث تحوّلات شاملة.
كذلك، تواجه الأهداف الرامية إلى خفض الانبعاثات «تهديداً» باستخدام آليات «تعويض»، مثل زراعة الأشجار، أو الحفاظ على المراعي، أو استعادة التربة التي تلتقط الكربون.
ويُشير مركزا الأبحاث إلى ضرورة احتساب الانبعاثات التي يتم تفاديها من خلال هذه الآليات بشكلٍ مُستقل عن الخفض في انبعاثات الشركة نفسها وسلسلة التوريد الخاصة بها.
ويضيف التقرير أن «نستله تشير مثلاً إلى أن 80% من أهدافها يُمكن تحقيقها» بفضل حلول تعويضية، «مما يُثير مخاوف بشأن شفافية وفعالية خفض الانبعاثات الذي تحدثت عنه أصلاً».
وقد خُفِّض تصنيف «دانون» هذا العام لأن المجموعة «أعلنت صراحة نيّتها احتساب» آليات التعويض هذه لتحقيق هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات.
يناشد معدّا التقرير المنظمات التي تُصدِّق على استراتيجيات الشركات المناخية توضيح كيفية استخدام آليات التعويض لتحقيق أهدافها.