ناشطان يقتنصان تمثال شمعي لماكرون من متحف ويعيدانه في اليوم التالي

يستمع قاضي تحقيق فرنسي، يوم الخميس، إلى ناشطَين من منظمة «غرينبيس»، إثر قيامهما بسرقة تمثال شمعي للرئيس إيمانويل ماكرون من متحف غريفان في باريس، الإثنين، ثم إعادته في اليوم التالي، وذلك بهدف الفصل في شأن توجيه التهم إليهما، وفق ما أفادت النيابة العامة.
وأوضحت النيابة العامة في باريس لوكالة فرانس برس أن الناشطَين سيخضعان لتحقيق قضائي في قضية تتعلق بـ«سرقة جماعية لقطعة ثقافية معروضة»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
نددت وكيلة الدفاع عنهما، المحامية ماري دوزيه، بحرمانهما الحرية، معتبرة أن الإجراء «غير متناسب إطلاقاً». وأوضحت أن «ناشطَين من غرينبيس فرنسا، هما امرأة ورجل، لا يزالان محرومَين من حريتهما، بعد أكثر من 60 ساعة من توقيفهما الإثنين 2 يونيو، وقد أمضيا ثلاث ليالٍ في الزنزانة».
– ناشطان يغطيان لوحة لبيكاسو في «ناشونال غاليري» ويهتفان: فلسطين حرة
– شاهد: ناشطان بيئيان رشا طلاء على نصب صخري في موقع ستونهنغ البريطاني
وشددت دوزيه على أن «جريمتَي السرقة وإخفاء شيء مسروق اللتين ادعت النيابة العامة على أساسهما لم تعودا قائمتين بفعل إعادة التمثال، ولم ينجم أي ضرر عن الفعل غير العنيف الذي نفذته غرينبيس فرنسا»، مشيرة إلى أن «ما يؤكد ذلك هو البيان الطريف الصادر عن متحف غريفان».
وكان المتحف قد قدم شكوى بعد اكتشاف السرقة، لكنه تعامل مع الأمر بأسلوب ساخر عبر حسابه على «إنستغرام»، إذ ورد في أحد المنشورات: «لا يُمكن تأمل التماثيل إلا في الموقع».
رسائل احتجاجية في قلب باريس
تمكّن الناشطان في «غرينبيس» من تنفيذ العملية بعد تظاهرهما بأنهما عاملان في الصيانة، ثم وضعا التمثال أمام السفارة الروسية في باريس في تحرك يهدف إلى التنديد باستمرار العلاقات الاقتصادية بين باريس وموسكو رغم الحرب في أوكرانيا.
وفي مساء اليوم التالي، أعادت «غرينبيس» التمثال ووضعته أمام مقر شركة كهرباء فرنسا، مرفقاً بلافتة تحمل عبارة: «حلفاء بوتين-ماكرون المُشعّون».
وأشار المدير التنفيذي لـ«غرينبيس فرنسا»، جان فرنسوا جوليار، إلى أن الشخصين اللذين أُوقفا الاثنين كانا يقودان الشاحنة خلال التحرك أمام السفارة الروسية، وليس من «استعار» التمثال من متحف غريفان.
اعتبرت المحامية دوزيه أن هذه التحركات «تندرج في إطار الحق في حرية التعبير»، مؤكدة أن فعل سرقة التمثال «لم يكن عنيفاً، بل مكشوفاً كلياً، ويهدف إلى إثارة الوعي بمسألة ذات اهتمام عام كبير».