خليفة بن صريتي يكتب لبوابة “الوسط”: فوضى التحكيم في الدوري الليبي

لا أعتقد أن هناك «دوري» لكرة القدم في العالم تعرض لكوارث تحكيمية مثل التي حدثت في الدوري الليبي الذي شهد أخطاء تحكيمية مقصودة وغير مقصودة، كانت لها تأثيرات سلبية على نتائج عديد المباريات، والحمد لله أن المباريات تقام دون جمهور وإلا حدثت مآسٍ في الملاعب وكثُر الشغب.
وفي الحقيقة، فإن لجنة التحكيم العامة فشلت لأنها تجامل أغلب الأندية الرياضية، ولا تعرف أن لكل مباراة حساسيتها وظروفها، ويجب عليها اختيار الحكم المناسب لها الذي يستطيع السير بها إلى بر الأمان، والحريص على تطبيق روح القانون بالتساوي بين الجميع.
بعض الحكام يفتقدون الموهبة
وعلينا أن نعترف أن هناك مجموعة من الحكام لا يملكون الموهبة ولا القدرة على التطور في هذا المجال، والبعض الآخر يقع تحت ضغط الأندية الكبيرة من أجل مصالحه الشخصية، بدليل أن أكثر المتضررين من صافرات التحكيم السلبية هي الأندية المتواجدة في مؤخرة التراتيب في المجموعتين.
وقد أجمع الكل على تدنى مستوى التحكيم، وعبروا عن عدم تفاؤلهم بتكملة الدوري على خير وسلامة مع هذه الصافرات، خاصة في غياب حكم الفيديو «VAR» والضمير في بعض الأحيان.
إن الموضوع يحتاج إلى وقفة جادة من الكرة، ومتابعة لجنة التحكيم العامة أو تغييرها لأنها لم تضع الحلول المناسبة لكارثة الأخطاء التحكيمية التي تضاعفت حتى تحولت إلى شبه عدوى بين أغلب الحكام. وإذا أردتم إكمال بقية مباريات الدوري، يجب اختيار عدد محدد من الحكام الذين أثبتوا نجاحهم في هذا الدوري مع الاستعانة ببعض الحكام الأجانب، ومحاولة توفير تقنية الـ«VAR» في المباريات مهما كانت التكلفة قبل وقوع الفأس في الرأس.
وعموماً فإن إقامة مباريات الدوري بهذا الشكل وكثرة عدد المباريات ترضية لترشح أكثر عدد من الأندية، ساعد على فوضى التحكيم، خاصة أن عدد الحكام الأكفاء محدود، بجانب أن بعض الملاعب صغيرة وغير آمنة لإقامة المباريات عليها.
أخيراً.. أقترح شكل هذا الدوري من دون سداسيات إذا أراد اتحاد الكرة اختصار الوقت والجهد وإنهاء الدوري مع ما يتماشى مع متطلبات الاتحاد الأفريقي، وذلك بترشح فريقين الأول والثاني من كل مجموعة من المجموعات الأربع بدلا من ثلاثة فرق، وبالتالي يكون عدد الفرق المترشحه ثمانية تقسم إلى مجموعتين، في كل منها أربعة فرق، بحيث تلعب المجموعة الأولى فيما بينها 12 مباراة في مرحلتي الذهاب والإياب، وكذلك المجموعة الثانية.
– التحدي يطالب بالتحقيق مع حكم مباراته أمام النصر
– قطار «دورينا» يعبر محطة التوتر الأمني في طرابلس
ويترشح من كل مجموعة أول فريقين ليصل في النهاية أربعة فرق للمربع الذهبي، تلعب في ما بينها دوري من ذهاب وإياب لتحديد بطل الدوري يفوز به الفريق الأكثر نقاطاً، وتترشح الفرق الثلاثة الأخرى للمشاركة في المسابقات الأفريقية، وبالتالي نكون وفرنا 69 مباراة عن الدوري الحالي.
ويمكن من خلال تحديد الحكام الجيدين وبعض الحكام الأجانب ووجود تقنية حكم الفيديو النجاح في إقامة الدوري المقبل بشكل محترف، ويجري تحديد بطل المسابقة بالجهد والعرق وليس بالصافرات المشبوهة أو غير المقصودة. ولا أظن أن هناك من يتجاوب مع هذا المقترح لأن أغلب المتواجدين باتحاد الكرة يعتقدون أنهم قادرون على فعل كل شيء، ووضع كافة الحلول وتلك المصيبة الكبرى.