عودة الهدوء الحذر إلى طرابلس: سكان يشاركون «بوابة الوسط» تفاصيل لحظات صعبة

عودة الهدوء الحذر إلى طرابلس: سكان يشاركون «بوابة الوسط» تفاصيل لحظات صعبة

عاد الهدوء الحذر صباح اليوم الإثنين إلى العاصمة طرابلس، بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة التي هزّت عددا من أحياء المدينة الليلة الماضية وفجر الإثنين، لتترك وراءها آثار الرعب بين السكان المدنيين، وتثير تساؤلات حول هشاشة التفاهمات الأمنية في العاصمة.

وفي حديثها لـ«بوابة الوسط»، قالت سميرة الجبالي (47 عامًا)، أرملة تقيم في الطابق السادس من عمارات الطبي، في البداية سمعنا زخات متقطعة من الرصاص، ثم تحول الصوت بسرعة إلى إطلاق نار كثيف. حاولنا مغادرة المبنى خوفًا على حياتنا، لكننا فوجئنا بسيارات عسكرية رباعية الدفع تمنعنا من الخروج بحجة إغلاق الطريق.

شاهد عيان: لحظات «كابوسية» في طرابلس
من جهته، يروي سالم المشاي، أحد سكان عمارات ابن نفيس بطريق الشوك، لحظات وصفها بـ«الكابوسية» وقال لـ«بوابة الوسط» «لم نذق طعم النوم، فالرصاص كان يتطاير في كل الاتجاهات، وطريق السدرة كانت مغلقة بالكامل. لا نعرف إلى متى سيستمر هذا العبث بأرواح الناس. نحن بحاجة إلى صوت العقل والتهدئة».

أما عبدالله المسلاتي، أحد سكان طريق الشوك، فقال لـ«بوابة الوسط»: «عشنا ليلة كاملة تحت وابل من الرصاص، ولم نتمكن من النوم حتى ساعات الفجر. الوضع الأمني يزداد سوءًا ولا أحد يتحرك لوضع حد لهذه الفوضى».

وفي عين زارة المجاورة، يقول سعد المزداوي لـ«بوابة الوسط»: «في البداية سمعنا إطلاق نار متقطع، ثم تحولت الأوضاع فجأة إلى اشتباكات عنيفة. صحيح أن المواطن بدأ يعتاد على هذه المشاهد، ولكن يبقى السؤال: إلى متى؟».

وقبل أن تعود الأمور في طرابلس إلى الهدوء الحذر، استيقظ سكان عدد من أحياء العاصمة على أصوات رماية بالأسلحة الخفيفة لكنها لم تستمر طويلا، وقال سكان في منطقة عين زارة اتصلت بهم «بوابة الوسط»: إنهم سمعوا أصوات رماية كثيفة بالسلاح الخفيف عند الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين، لكنها توقفت بعد نصف ساعة.

ماذا قالت وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة؟
وسرعان ما أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الدبيبة تمكنها من «ضبط الموقف في العاصمة طرابلس وفرض احترام الهدنة» بعد خرقها من جانب «عناصر مخالفة»، لكنها حذرت من «تكرار مثل هذه التجاوزات».

وفيما كشف مصدر بوزارة الداخلية انتهاء اجتماع «جهاز الردع» و«لجنة فض النزاع» في منطقة معيتيقة باتفاق على تهدئة الأوضاع في العاصمة طرابلس، فقد عززت إدارة العمليات الأمنية دورياتها الأمنية في مناطق التماس، وفق بيان متقتضب.

وتتكرر هذه التوترات المسلحة في طرابلس بين الحين والآخر، في ظل الانقسام السياسي وغياب توافق أمني شامل، مما يزيد من معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم دائمًا في قلب صراعات النفوذ والسلاح.

وكان المجلس الرئاسي قد أطلق في 18 مايو الماضي آلية لتثبيت الهدنة وتعزيز الاستقرار الأمني في العاصمة. من جانبها، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مراقبة «الهدنة الهشة»، مجددة دعوتها لجميع التشكيلات المسلحة إلى العودة الفورية إلى ثكناتها والامتثال الكامل لوقف إطلاق النار.