بريطانيا تسجل أعلى معدل تاريخي لإصابات التيفوئيد وتُحذّر من سلالات مقاومة جديدة.

بريطانيا تسجل أعلى معدل تاريخي لإصابات التيفوئيد وتُحذّر من سلالات مقاومة جديدة.

حذّرت السلطات الصحية البريطانية من تفشٍ مقلق لحمى التيفوئيد، وهو مرض بكتيري معدٍ قد يكون مميتًا إذا لم يُعالَج في الوقت المناسب. فقد سجّلت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) ما مجموعه 702 حالة إصابة بحمى التيفوئيد وحمى نظيرة التيفوئيد منذ بداية العام 2024، وهو أعلى رقم تسجله البلاد على الإطلاق.

وقالت الوكالة إن هذه الزيادة تُشكّل ارتفاعًا بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي، ما يدق ناقوس الخطر حول إمكانية توسّع نطاق الإصابة، خاصةً مع ارتباط معظم الحالات بسفر المصابين إلى دول مثل الهند وبنغلاديش وباكستان، حيث ينتشر المرض بصورة أكبر، وفقا لـ«ديلي ميل».

من بين أبرز المخاوف التي أثارتها الهيئة الصحية، وجود سلالات جديدة من التيفوئيد مقاومة للمضادات الحيوية، لا سيما في باكستان. هذه السلالات تسبّب حالات أكثر تعقيدًا، حيث يصعب علاجها بالأدوية التقليدية، ما يزيد من احتمالات الإصابة بمضاعفات خطيرة كالنزيف الداخلي أو انفجار الأمعاء، وربما الوفاة.
وتعليقًا على هذا التهديد، قالت  استشارية الصحة العامة في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، الدكتورة فيليب فيل: «من المهم أن يبقى المسافرون على دراية وأن يخططوا مسبقًا للسفر إلى الخارج، حتى لو كنتم تزورون أصدقاءً وأقارب في الخارج أو في مكان تزورونه كثيرًا».

وأضافت: «إذا كنتِ حاملًا أو تحاولين الحمل، فهناك احتياطات خاصة يجب عليكِ اتخاذها، لذا يُرجى استشارة أخصائي رعاية صحية قبل التخطيط لرحلتكِ».

–  تقرير يحذر من تفشي وباء «الحمى الصفراء» في العالم
– تقرير يكشف عن ارتفاع مقلق في إصابات السل بين الأطفال في أوروبا
– بعد ظهوره في الصين.. ما هو فيروس «إتش إم بي في» وما مدى خطورته؟

تبدأ أعراض التيفوئيد عادة بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة، وتتشابه في بدايتها مع أعراض الإنفلونزا مثل الحمى والصداع وآلام الجسم والتعب، بالإضافة إلى الإمساك والسعال. ثم تتطور إلى أعراض أشد مثل الغثيان، والإسهال، والطفح الجلدي، وفي بعض الحالات قد تصل إلى مضاعفات داخلية خطيرة.

ويؤكد الأطباء أن العلاج السريع بالمضادات الحيوية الفعّالة يساهم في شفاء المريض خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، لكن تأخر التشخيص أو وجود مقاومة دوائية قد يعقد الوضع الصحي للمصاب.

يُوفر النظام الصحي البريطاني لقاح التيفوئيد مجانًا للمسافرين إلى البلدان التي تشهد معدلات إصابة مرتفعة، لكن لا يوجد لقاح مشابه لحمى نظيرة التيفوئيد، ما يجعل سبل الوقاية منها أكثر صعوبة.

ومن النصائح التي يُشدّد عليها الأطباء، تجنّب شرب المياه غير المعبأة، والابتعاد عن الثلج في المشروبات، وتجنّب تناول الخضراوات والفواكه النيئة في الدول الموبوءة.

الملاريا: تهديد آخر في الأفق
وفي سياق موازٍ، ذكرت السلطات الصحية البريطانية أنها رصدت انخفاضًا طفيفًا في عدد حالات الملاريا المستوردة عام 2024، حيث سُجّلت 1812 حالة مقارنة بـ2106 في العام 2023. إلا أن الرقم ما يزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، ما يدل على استمرار الخطر على صحة المسافرين البريطانيين.

وتختتم الدكتورة فيل تصريحاتها بالتأكيد على أهمية زيارة موقع «Travel Health Pro» التابع للحكومة البريطانية للحصول على التوصيات المتعلقة باللقاحات والاحتياطات اللازمة قبل السفر، لا سيما لأولئك الأكثر عرضة للخطر.