«أراب ويكلي»: صدامات بين الفصائل السودانية و”كتيبة سبل السلام” تهدد بالفوضى في “مثلث العوينات”

«أراب ويكلي»: صدامات بين الفصائل السودانية و”كتيبة سبل السلام” تهدد بالفوضى في “مثلث العوينات”

أثارت اشتباكات مسلحة أخيرة في منطقة جبل العوينات عند الحدود بين ليبيا والسودان مخاوف متنامية من توسُّع دائرة الحرب الأهلية المشتعلة في السودان وانتقالها إلى الدول المجاورة، لا سيما ليبيا التي تعاني بالفعل من مشهد أمني هش.

واعتبر تقرير نشرته جريدة «أراب ويكلي»، أمس الإثنين، أن الاشتباكات الأخيرة في منطقة جبل العوينات، جنوب شرق مدينة الكفرة عند الحدود مع السودان، ليست حدثًا أمنيًا منعزلًا؛ بل تصعيد خطير في منطقة تتأرجح بالفعل على حافة انعدام الاستقرار.

قتال عند حدود ليبيا الجنوبية
وأفادت وسائل إعلام سودانية محلية بوقوع اشتباك مسلح بين «القوة المشتركة» المؤلفة من حركات سودانية متحالفة مع الجيش السوداني، وكتيبة «سبل السلام» التابعة لرئاسة أركان القوات البرية بـ«القيادة العامة»، مؤكدة سقوط قتلى وأسرى من الجانبين. 

– تضارب الأنباء حول اشتباكات بين قوة سودانية وكتيبة تتبع «القيادة العامة»
– الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدة عبور استراتيجية مع ليبيا

وذكرت أن «سبل السلام» قد تمركزت منذ الأسبوع الماضي في المعبر الحدودي عند العوينات، ما غذى التوترات مع قوات سودانية تتمركز في الجهة المقابلة من الحدود. وزعمت مصادر سودانية أن «قوات كتيبة سبل السلام قد اخترقت الحدود حتى مسافة ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي السودانية، مما استدعى ردًا فوريًا من القوات السودانية».

وأكدت المصادر وقوع إصابات وأسرى من الجانبين، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. ولعبت «القوة المشتركة» السودانية دورًا حيويًا في السيطرة على مدينة الفاشر بشمال دارفور، وشاركت في العمليات العسكرية في الخرطوم وولاية الجزيرة. 

تفاقم الفوضى في الجنوب
ونبه تقرير «أراب ويكلي» من خطورة الاشتباك الأخير عند جبل العوينات قرب حدود ليبيا الجنوبية بالنظر إلى المكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع أخيرًا، وعده «مؤشرًا خطيرًا على انزلاق السودان إلى أزمة أكثر عمقًا».

وأضاف: «المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر يتجه على ما يبدو صوب مزيد من الفوضى، مع تغير التحالفات العسكرية في ظل غياب أي حلول سياسية للحرب». 

تغير ديناميكيات الحرب الأهلية
يأتي ذلك بعد شهر تقريبًا من إعلان السلطات في جنوب ليبيا إغلاق الممر الحدودي مع السودان في أعقاب خطف ثلاثة مواطنين ليبيين. بالإضافة إلى حظر دخول اللاجئين السودانيين ووقف الحركة التجارية، مما غذى التوترات عند الحدود، ودفع بالمنطقة صوب تصعيد عسكري خطير، بحسب تقرير «أراب ويكلي».

وقالت الجريدة: «ينبغي النظر إلى الاشتباكات عند جبل العوينات في إطار الحرب الأهلية المستمرة في السودان»، مشيرة إلى تطور خطير وهو إعلان قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبدالعزيز الحلو، سيطرتهما المشتركة على مدينة أم دحيلب الاستراتيجية في جنوب كردفان، وهو تقدم ملحوظ لتحالفهما العسكري المتنامي تحت راية ما يسمى بتحالف «السودان التأسيسي».

وقد أعاد هذا التحالف تشكيل ديناميكيات ساحة المعركة، بحسب التقرير، لا سيما مع تراجع الجيش السوداني في الجنوب والغرب خلال الأسابيع الماضية، وتقدم قوات الدعم السريع باتجاه مدينة الأبيض، العاصمة الاستراتيجية لولاية كردفان.