جيزيل بيليكو تنجح في إبرام اتفاق مع مجلة فرنسية نشرت صورًا من حياتها الشخصية

توصلت جيزيل بيليكو، التي أصبحت رمزًا نسويًا بعد محاكمة عشرات المتهمين باغتصابها بتدبير من زوجها السابق، إلى تسوية ودية مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية، بعد أن اتهمتها بنشر «صور مسروقة» من حياتها الخاصة، وفق ما أعلنت محاميتها.
وقالت المحامية إميلي سودر، الثلاثاء، إنه جرى التوصل إلى اتفاق مع المجلة، ما حال دون إحالة القضية إلى المحكمة كما كان مقررًا يوم الأربعاء، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وكانت «باري ماتش» قد نشرت، في أبريل الماضي، سبع صور تُظهر بيليكو برفقة رجل قُدّم على أنه شريك حياتها الجديد، وهما يتجولان في شوارع المدينة التي تقيم فيها حاليًا.
وأعرب محاميها، أنطوان كامو، في حينه عن استيائه قائلاً: «الأمر صادم للغاية، خصوصًا أنها امرأة حُرمت من حقها في الموافقة لعشر سنوات، وظلت محنتها حاضرة في الأذهان من خلال نحو ثلاثة آلاف صورة وفيديو التُقطت دون علمها».
– جيزيل بيليكو.. من ضحية إلى رمز للنضال ضد العنف الجنسي
– مجلة «تايم» تختار ضحية الاغتصاب الجماعي في فرنسا جيزيل بيليكو بين «نساء العام 2025»
واتّهم المجلة بـ«عدم استخلاص أي عبرة من المحاكمة» التي جرت على مدى أربعة أشهر العام الماضي، وأسفرت عن إدانة زوجها السابق و50 رجلاً آخر.
تبرّع لصالح ضحايا العنف بدلًا من التعويض
وأوضحت المحامية سودر أن موكّلتها لم تطلب تعويضًا ماليًا شخصيًا في إطار التسوية، بل وافقت على أن تدفع المجلة 40 ألف يورو (نحو 45 ألف دولار) إلى جمعيتين تدعمان ضحايا العنف، بما يشمل النساء والأطفال ضحايا العنف الأسري.
وتدعم هاتان المنظمتان غير الحكوميتين ملجأً للنساء ومركزًا للعلاج بركوب الخيل للناجيات، يقع أحدهما في مدينة مازان جنوب فرنسا، حيث وقعت معظم الاعتداءات التي تعرضت لها بيليكو.
من جانبه، علّق محامي «باري ماتش»، كريستوف بيغو، قائلاً إن المجلة «سعيدة بهذا الحل الذي من شأنه أن يدعم ضحايا العنف».
وتعرّضت بيليكو، وهي في السبعينيات من عمرها، على مدى عقد كامل، لعشرات حالات الاغتصاب من زوجها آنذاك، الذي كان يخدّرها بمهدئات، ويسمح لرجال غرباء — لا يقل عددهم عن خمسين — باغتصابها بعد تجنيدهم عبر الإنترنت.
وشكّلت محاكمتهم سابقة قانونية ومجتمعية، حيث وافقت بيليكو على أن تكون الجلسات علنية رغم خصوصية القضيّة، في خطوة رمزية هدفت، كما قالت، إلى «نقل العار من الضحايا إلى الجناة».
ونتيجةً لذلك، تحوّلت بيليكو إلى رمز نسوي عالمي، واختارتها مجلة تايم الأميركية ضمن قائمتها لـ«أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم لعام 2025».