ما الذي ينتظرنا من زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى طرابلس وبنغازي؟

ما الذي ينتظرنا من زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى طرابلس وبنغازي؟

يخطط وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس لزيارة طرابلس وبنغازي نهاية يونيو الجاري.

وكشفت جريدة «إكثيمريني» اليونانية أن الوزير سيلتقي رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ومجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، وقائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.

وتأتي الزيارة وسط مخاوف يونانية من توقيع بنغازي اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع تركيا، حيث زعمت الجريدة اليونانية أن حفتر منفتح الآن على مناقشة الأمر، إذ اتخذت تركيا عدة خطوات للتقرب من شرق ليبيا بطريقة منهجية.

واعتبارًا من يوليو 2021، كانت اليونان واحدة من ثلاث دول فقط لديها قنصلية في بنغازي إلى جانب مصر وإيطاليا، وقد تقدمت سلطات شرق ليبيا بسلسلة من الطلبات إلى أثينا لكنها لم تستجب لمعظمها.

طلبات سلطات شرق ليبيا من اليونان
وقالت «إكثيمريني» إن سلطات شرق ليبيا طلبت «بعض الأسلحة القديمة (مدفعية ورصاص)، وقد ترددت أثينا في توفيرها»، بينما كانت هناك بعض المناقشات الإضافية حول التعاون الاقتصادي، وأبرزها تغطية بعض احتياجات شرق ليبيا من السلع الاستهلاكية، من خلال السفن التي ستسافر من اليونان إلى ميناء بنغازي.

وموّلت اليونان، من خلال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إعادة تأهيل جزء من ميناء بنغازي (مستودع حاويات وممر يربط بين رصيفين)، كنقطة دخول للمساعدات الإنسانية إلى منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

كما أشارت الجريدة إلى محاولات أخرى لإحياء الاتصالات مع شرق ليبيا على المستوى التجاري، في البداية مع اقتراح ربط العبارات الساحلية، أو خط طيران إلى جزيرة كريت أو أثينا، لكن هذه الجهود باءت بالفشل أيضا.

فشل اليونان ونجاح تركيا
وحسب الجريدة اليونانية، يعود فشل جهود الحكومة اليونانية على مدى السنوات الخمس الماضية في إنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية مع شرق ليبيا إلى مجتمع الأعمال اليوناني الذي يتشكك بشدة في المخاطرة في بلد منقسم، إضافةً إلى ذلك، هناك ديون غير مسددة مستحقة على ليبيا للشركات اليونانية منذ سقوط العقيد معمر القذافي والسنوات الأولى للحرب.

من جهة أخرى اعتبرت الجريدة، فشل اليونان في مساعدة بنغازي عندما اجتاحت العاصفة دانيال شرق ليبيا العام 2023، مُدمّرةً مدينة درنة ومُخلّفةً آلاف القتلى، أنه لعب دورًا بالغ الأهمية في التباعد مع بنغازي، فقد حاولت اليونان آنذاك تنظيم مهمة إغاثة صغيرة، انتهت بمقتل ثلاثة جنود يونانيين، من جانبها، أرسلت تركيا بعثة كبيرة تضم 400 فرد، وأنشأت مستشفيات متنقلة، ودعمت حفتر بشكل مكثف.

– مجلس النواب يشكل لجنة فنية لدراسة اتفاقية مقدمة من حكومة حماد مع تركيا

ثم في نوفمبر العام 2024، أعادت تركيا فتح قنصليتها في بنغازي، بحضورٍ أكبر بكثير من ذي قبل، وتنشط العديد من شركات البناء التركية في ليبيا، بينما شهد أبريل الماضي الزيارة الأولى لرئيس أركان القوات البرية التابعة لـ«القيادة العامة» صدام حفتر إلى إسطنبول، كما أعرب الأتراك عن استعدادهم لتدريب جنود من «القيادة العامة»، وهو ما ترددت اليونان بشدة في القيام به.

وتشير «إكثيمريني» إلى أن الغرب يعتبر صدام حفتر الممثل الرسمي لـ«القيادة العامة»، ولذلك زار تولون في الثاني من يونيو الجاري، تلبيةً لدعوة من رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال بيير شيل، لحضور ندوة لنظرائه من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي كلمته، لم يتطرق حفتر إلى دور اليونان، لكنه أشاد بتركيا.