بعد فقدان “عبقري البوب” براين ويلسون.. مشاعر حزن تغمر عالم الموسيقى

أعلن أفراد عائلة الموسيقي الأسطوري براين ويلسن، المؤسس المشارك لفرقة «ذي بيتش بويز» الأميركية، وفاته عن عمر يناهز 82 عامًا، في نبأ أحدث موجة حزن واسعة في الأوساط الفنية العالمية، وسط إشادات لا تنتهي بموهبته التي أعادت رسم ملامح موسيقى البوب في القرن العشرين.
وقالت عائلته في بيان مقتضب نُشر الأربعاء: «نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة والدنا الحبيب براين ويلسن. لا نجد كلمات للتعبير عن مشاعرنا الآن». ولم تُحدد العائلة سبب الوفاة، إلا أن ويلسن كان قد وُضع تحت الوصاية في مايو 2024 بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بالخرف، وفقا لوكالة «فرانس برس».
– وفاة سلاي ستون رائد موسيقى الفانك عن 82 عاما
– وفاة المغنية الفرنسية نيكول كروازي عن 88 عاما
وسارع عدد من أساطير الموسيقى إلى نعي ويلسن والإشادة بإرثه الفني. كتب المغني الأميركي بوب ديلان عبر منصة «إكس»: «تذكرت كل السنوات التي استمعت فيها إليه وأُعجبت بعبقريته. ارقد في سلام يا عزيزي براين».
وعبّرت نانسي سيناترا عن حزنها بقولها على «إنستغرام»: «ستبقى موسيقاه خالدة»، مضيفة أن من «أعظم لحظات حياتي» كانت تأدية أغنية «كاليفورنيا غيرلز» إلى جانبه.
أما رينغو ستار، عضو فرقة «البيتلز»، فكتب: «رحم الله براين ويلسن. والسلام والمحبة لعائلته»، في حين أشار روني وود، عازف الغيتار في «رولينغ ستونز»، إلى حزنه العميق بوفاة ويلسن وسلاي ستون خلال أسبوع واحد، وكتب: «عالمي في حالة حداد. يا له من حزن!».
ووصف شون أونو لينون، نجل جون لينون، الراحل بأنه «موزار الأميركي والعبقري الفريد الآتي من عالم آخر»، مؤكدًا أنه «أثر فيّ بعمق».
أما الموسيقي جون كايل، فكتب: «براين ويلسن لم يكن مجرد موسيقي شهير، بل عبقري حقيقي حوّل موسيقى البوب إلى شيء متطور بشكل مذهل».
صاحب الرؤية الثاقبة
يُعتبر براين ويلسن من أبرز رموز الابتكار الموسيقي في القرن العشرين. ساهم مع فرقة «ذي بيتش بويز» في نشر موسيقى السيرف في أوائل ستينيات القرن الماضي، وهي مزيج من إيقاعات الغيتار الكهربائي الغني بالتناغمات الصوتية.
كان ألبوم «بيت ساوندز» (1966) من أبرز إنجازاته، وقد اعتبره كثيرون، من ضمنهم جون لينون، واحدًا من أعظم الألبومات في تاريخ الموسيقى. وقال ديلان في تصريح شهير لمجلة «نيوزويك»: «تلك الأذن، أعني، يا إلهي، عليه أن يأخذها إلى متحف سميثسونيان!».
أغاني مثل «غود فايبريشنز» و«آي غت أراوند» و«هلب مي روندا» تصدّرت قوائم بيلبورد، وظلت أيقونات في ثقافة البوب الأميركية لعقود. ورغم السنوات العصيبة التي مر بها بسبب الاكتئاب وتعاطي المخدرات، عاد ويلسن بعد 35 عامًا ليكمل ألبوم «سمايل»، الذي وُصف بتحفته الفنية.
وُلد براين ويلسن في 20 يونيو 1942 بكاليفورنيا، ونشأ في منزل تخللته الصراعات الأسرية والتعنيف الجسدي. كان يعاني الصمم في أذنه اليمنى، وهي إصابة ناتجة عن الضرب المتكرر من والده، الذي شغل لاحقًا منصب المدير الفني لفرقة «بيتش بويز».
هذه التجربة شكلت جانبًا مظلمًا من شخصيته، وانعكست في كثير من ألحانه الحزينة رغم سطوع الصورة الجماهيرية للفرقة التي غنّت عن الشمس والأمواج والفتيات.
أنشأ ويلسن الفرقة مع شقيقيه الراحلين دينيس وكارل، وابن عمه مايك لوف، وجاره آل جارداين، لتُصبح «بيتش بويز» واحدة من أكثر الفرق تأثيرًا في تاريخ الموسيقى.
وتُظهر أرقام منصة «سبوتيفاي» أن موسيقى الفرقة لا تزال تُستمع إلى أعمالها من قِبل ما معدله 12 مليون شخص شهريًا.
براين ويلسن لم يكن مجرد فنان ناجح، بل كان ظاهرة موسيقية خالدة تجاوزت حدود الزمن واللغة. ألهم أجيالًا من الفنانين، وحوّل مشاعر الهشاشة والاضطراب النفسي إلى أعمال فنية تُخلّد اليوم في الذاكرة الجماعية لعشاق الموسيقى.
لقد غاب الصوت، لكن الموجة التي أطلقها لا تزال تتردد في قلوب الملايين حول العالم.