«نفيديا» تؤكد التزامها تجاه أوروبا خلال انطلاق معرض «فيفاتك» في باريس

«نفيديا» تؤكد التزامها تجاه أوروبا خلال انطلاق معرض «فيفاتك» في باريس

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «نفيديا» الأميركية، جينسن هوانغ، عن توسيع كبير في التزام الشركة بأوروبا في مجال الذكاء الصناعي، وذلك خلال حضوره افتتاح معرض «فيفاتك» التكنولوجي في باريس، والذي يُعد أكبر حدث تكنولوجي في أوروبا.

وقال هوانغ أمام حشد كبير من المشاركين: «خلال عامين، سنزيد سعة الحوسبة المخصصة للذكاء الصناعي في أوروبا عشر مرات»، في خطوة وُصفت بأنها تؤكد طموحات «نفيديا» في دعم «السيادة التكنولوجية الأوروبية»، وفقا لوكالة «فرانس برس».

أبرز الإعلانات شمل شراكة جديدة مع شركة «ميسترال إيه آي» الفرنسية الناشئة المتخصصة في الذكاء الصناعي، حيث ستقوم الشركتان بتطوير منصة سحابية متقدمة تُعرف باسم «ميسترال كومبيوت»، ستكون مجهّزة بـ18 ألف رقاقة «بلاكويل فائقة»، من أكثر الرقاقات تطورًا التي تنتجها «نفيديا».

– الذكاء الصناعي والحروب التجارية أبرز المواضيع في معرض «كومبيوتكس» في تايوان
– انطلاق معرض برشلونة للأجهزة المحمولة مع تخصيص الحيّز الأكبر للذكاء الصناعي
– الذكاء الصناعي يعزز وظائف أجهزة التلفزيون ويطور قدراتها

وأوضح أرتور مينش، الرئيس التنفيذي لشركة «ميسترال إيه آي»، أن المنصة التي ستُستضاف وتُدار بالكامل في أوروبا «ستوفر قدرات حوسبة هائلة»، وستمكّن الشركات الأوروبية من «الاستقلالية الاستراتيجية وتعزيز الريادة التكنولوجية».

حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعاليات اليوم الأول من المعرض، حيث التقى عددًا من الشركات الناشئة الأوروبية، وأجرى مناقشة مفتوحة على المنصة الرئيسية إلى جانب جينسن هوانغ وأرتور مينش.

ومن المرتقب أن يستضيف قصر الإليزيه مساء اليوم مأدبة عشاء خاصة بحضور قادة وشخصيات بارزة من قطاع التكنولوجيا، بينما يزور رئيس الوزراء فرنسوا بايرو المعرض يوم الخميس.

بالإضافة إلى «ميسترال إيه آي»، أعلن هوانغ عن خطط لتعزيز التعاون مع شركات أوروبية أخرى، من بينها عملاق الطاقة «شنايدر إلكتريك» الفرنسي، وشركة «سيمنز» الألمانية. كما تعتزم «نفيديا» دعم تطوير مراكز تكنولوجية متقدمة في عدة دول أوروبية.

وكان قصر الإليزيه قد نبّه، قبيل افتتاح المعرض، إلى أن «أوروبا لا تزال متأخرة في مجال قوة الحوسبة، إذ لا تمتلك سوى أقل من 5٪ من القدرة العالمية، على الرغم أنها تستهلك نحو 20٪ منها».

معركة «السيادة التكنولوجية»
تأتي هذه الإعلانات في وقت يتزايد فيه النقاش داخل أوروبا حول أهمية الاستقلال الرقمي والتكنولوجي، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية واتباع سياسات حمائية تؤثر على السوق العالمية.

وقالت وزيرة الشؤون الرقمية والذكاء الصناعي الفرنسية، كلارا شاباز، إن تطوير الذكاء الصناعي «لم يكن في السابق يومًا بهذا البُعد السياسي كما هو الآن».

وأضافت رئيسة نقابة الشركات الرقمية «نوميوم»، فيرونيك تورنر، في تصريحات إذاعية: «على فرنسا وأوروبا أن تستثمرا وتبتكرا اليوم. لا يمكننا الانتظار أكثر، فالأمر يتعلق باستعادة قدرتنا التنافسية».

وتُسهم الفجوة التمويلية المتزايدة بين أوروبا والولايات المتحدة في تعميق الاعتماد الأوروبي على البنى التحتية الرقمية الأميركية، ما يزيد من إلحاح مسألة «السيادة الرقمية».

يُشارك في معرض «فيفاتك» هذا العام أكثر من 14 ألف شركة ناشئة، أكثر من نصفها فرنسية، إلى جانب أكثر من ثلاثة آلاف مستثمر من مختلف أنحاء العالم، ويتوقّع المنظمون أن يتجاوز عدد زوار المعرض في دورته التاسعة 165 ألف زائر.

واختتم رئيس المعرض، فرنسوا بيتوزيه، قائلاً في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «مسألة السيادة لم تكن مطروحة بقوة قبل عام أو عامين، أما اليوم فهي أولوية استراتيجية مطلقة».