الصيام المتقطع يتفوق على حساب السعرات في إنقاص الوزن

إنقاص الوزن .. كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine أن الصيام المتقطع بطريقة 4:3، والذي يعتمد على تقليل السعرات ثلاثة أيام غير متتالية في الأسبوع، تفوّق بشكل ملحوظ على الطريقة التقليدية المتمثلة في عدّ السعرات اليومية، من حيث فعاليته في إنقاص الوزن على مدار عام كامل.
نموذج 4:3 لإنقاص الوزن… ما هو؟
بعكس الأنماط التقليدية من الصيام المتقطع التي تقيّد توقيت تناول الطعام، يركّز نموذج 4:3 على تقليل السعرات الحرارية بشكل صارم في ثلاثة أيام فقط أسبوعيًا، مع السماح بتناول الطعام بحرية (وفقًا لعادات صحية) في الأيام الأربعة الأخرى.
في أيام الصيام، خفّض المشاركون استهلاكهم إلى نحو 400–600 سعرة حرارية للنساء و500–700 سعرة للرجال.
أما في الأيام الأخرى، فلم يُطلب منهم حساب السعرات أو تقييدها، بل شُجّعوا على اتباع نظام غذائي متوازن.
نتائج ملموسة: 6.4 أرطال فرق في الوزن
شملت الدراسة 165 مشاركًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين: واحدة اتبعت الصيام 4:3، والأخرى طبقت خفضًا يوميًا للسعرات بنسبة 34%. وعلى مدار 12 شهرًا، سجلت مجموعة الصيام المتقطع فقدانًا أكبر للوزن بمتوسط فرق بلغ 6.4 أرطال.
ولتأكيد النتائج، استخدم الباحثون طريقة دقيقة تُعرف بـ”توازن الماء المُعلَّم”، لقياس السعرات المحروقة بدقة، بالإضافة إلى مراجعة أسبوعية من قِبل أخصائي تغذية للسجلات الغذائية.
هل الصيام هو سر إنقاص الوزن؟
يرى الباحثون أن السبب الرئيسي وراء فعالية الصيام المتقطع هو ببساطة أن الأشخاص يستهلكون سعرات أقل دون الحاجة لتتبعها باستمرار، ما يسهّل الالتزام بالخطة.
وأكدت كريستا فارادي، أستاذة التغذية في جامعة إلينوي، أن “النتائج تعود إلى أن مجموعة الصيام قلّلت من السعرات أكثر من نظيرتها”.
لكن بعض العلماء أشاروا إلى وجود فوائد إضافية محتملة تتعلق بالصيام نفسه، منها تحسين حساسية الإنسولين وتنظيم هرمونات الشهية مثل اللبتين والجريلين، ما قد يساهم في تعزيز فقدان الدهون وتحسين الأيض.
تحذيرات وحدود الدراسة
رغم النتائج المشجعة، إلا أن الدراسة شملت فقط البالغين الأصحاء، ولم تضم فئات مثل الأطفال أو مرضى السكري أو الحوامل، ما يحد من تعميم النتائج. كما أن المتابعة الأسبوعية مع أخصائي تغذية قد لا تكون متاحة لمعظم الناس، ما قد يغيّر من فعالية الطريقة في التطبيق الواقعي.
وحذر الأطباء من بعض المخاطر المحتملة، خصوصًا لدى النساء، مثل اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية، وارتفاع هرمون التوتر “الكورتيزول”، أو عدم استقرار مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
هل يجب أن تجرب خطة 4:3؟
الصيام المتقطع بطريقة 4:3 قد يكون خيارًا فعّالًا، لكنه ليس بالضرورة مناسبًا للجميع. ينصح الخبراء دائمًا بالتشاور مع طبيب مختص أو أخصائي تغذية قبل اعتماد أي نظام غذائي جديد، خاصةً إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة.
في نهاية المطاف، لا توجد “خطة مثالية” لإنقاص الوزن تنجح مع الجميع، لكن هذه الدراسة تُثبت أن تغيير التوقيت والتكرار قد يكون له تأثيرٌ فعّالٌ يفوق مجرد عدّ السعرات على مدار اليوم.