خبير الصحة العالمية يحذر من تهديد التهاب السحايا: 2.5 مليون حالة و240 ألف حالة وفاة سنوياً

خبير الصحة العالمية يحذر من تهديد التهاب السحايا: 2.5 مليون حالة و240 ألف حالة وفاة سنوياً

 

على الرغم من التقدم العلمي واللقاحات المتاحة، لا يزال التهاب السحايا يشكل تهديدًا عالميًا خطيرًا للصحة العامة، حيث يتم تسجيل أكثر من 2.5 مليون حالة من التهاب السحايا في جميع أنحاء العالم كل عام، مع 240 ألف حالة وفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

 وفيما يخص الحالات البكتيرية من التهاب السحايا، فإنها تساهم بنسبة كبيرة في هذه الأرقام، إذ تُسجل حوالي 1.6 مليون حالة سنويًا، ما يعكس خطورة المرض الذي يتسبب في وفاة العديد من المصابين، إضافة إلى المضاعفات الدائمة التي قد تطرأ على الناجين.

 

وفي تصريح للبروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية (UMEM) ونقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا (AMSI)، أكد على أن إرشادات منظمة الصحة العالمية أساسية، لكنها ليست كافية بمفردها لمكافحة التهاب السحايا بشكل فعال، خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. 

 

وقال: “نحتاج إلى تحرك عالمي أكثر تنسيقًا وملموسًا، يعزز دعم الأنظمة الصحية المحلية في هذه البلدان، مع تكريم العاملين في القطاع الصحي وتعزيز ثقافة التطعيم”.

 

وأشار البروفيسور عودة، إلى أن مناطق مثل “حزام التهاب السحايا” في أفريقيا، التي تضم أكثر من 300 مليون شخص، تشهد معدلات إصابة مرتفعة بشكل خاص، حيث يُسجل 85% من الحالات بسبب المجموعة المصلية A من المكورات السحائية. 

 

وتابع، كما يواجه المرض تفشيًا متزايدًا في مناطق الحروب والصراعات، مثل سوريا واليمن وفلسطين، حيث يسهم تلوث المياه وسوء التغذية في زيادة انتشار المرض.

 

مقترحات الجمعيات الدولية للتصدي لمرض التهاب السحايا

 

وبناءً على نتائج التحقيقات المدعومة من صحفيين ومتخصصين في الرعاية الصحية العاملين في 120 دولة، أطلقت كل من AMSI وUMEM وحركة “المتحدين للوحدة” نداء عاجلًا للمجتمع الدولي، مع مقترحات لتحسين الاستجابة الصحية العالمية:-

 

 دعم النظم الصحية الداخلية في البلدان الأكثر عرضة للخطر من خلال الاستثمار في تدريب العاملين الصحيين، وإنشاء مرافق تشخيصية متنقلة.

 

 تعزيز ثقافة التطعيم لمكافحة الأمراض المعدية، وتوسيع حملات التوعية في المناطق المتأثرة.

 تخصيص حصة ثابتة من الميزانيات الصحية في الحكومات الأوروبية والغربية لدعم التعاون الصحي الدولي.

 إنشاء فريق عمل دائم بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمنظمات غير الحكومية لمراقبة المناطق المتضررة والتدخل الفوري في حالات الطوارئ.

 تفعيل ممرات صحية إنسانية في مناطق النزاع لإيصال اللقاحات والعلاجات إلى اللاجئين والمناطق المعزولة.

 

وبدورهم أكد الخبراء على أهمية تعزيز التثقيف الصحي لمكافحة الأمراض المعدية، من خلال حملات توعية مستمرة تسلط الضوء على أهمية النظافة الشخصية، وتوافر المياه الصالحة للشرب، ورفع الوعي بالممارسات الصحية السليمة، كما شددوا على ضرورة دمج استراتيجيات الصحة العالمية في السياسات الصحية الوطنية والدولية.

 

 

وفي نهاية حديثه شدد البروفيسور فؤاد عودة على ضرورة أن يكون الأمن الصحي مسؤولية جماعية، موضحًا أن الصحة العامة يجب أن لا تعتمد على الجغرافيا فقط، قائلا: “إذا كان من الممكن علاج التهاب السحايا في إيطاليا أو فرنسا في غضون ساعات قليلة، فيجب أن يكون الأمر نفسه متاحًا للأطفال في البلدان الفقيرة أو تلك التي تشهد حروبًا. نحن بحاجة إلى عدالة صحية، وليس مجرد نوايا حسنة”.