محمد رمضان .. موهبة افترستها شهوة الاستفزاز

يعتبر مهرجان كوتشيلا الأمريكي للموسيقى والفنون واحد من أجرأ الاحتفالات الغنائية والموسيقية في المنطقة، وكعرب ليس لنا أي حكم على طبيعة ومسار وضيوف المهرجان، ولكن بتواجد مغني مصري عربي يمثل اسم بلده ومنطقته للمرة الأولى هناك وسط رموز الغناء الغربي، هنا نراقب ونتكلم إما بالتفاخر والبهجة أو الرفض والعار
محمد رمضان خرج من الصندوق فانقلب عليه
خرج محمد رمضان إلى جمهور مهرجان كوتشيلا الأمريكي مباشرة عبر مسرح الحفل أو عبر البث المباشر على يوتيوب والصور التي تداولتها المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي، بشكلٍ لا يمت بصلة إلى المصريين أو العرب، فهي إطلالة أشبه “بدلة الرقص”، وقف أمام جمهوره بشكل شبه عاري من الجزء العلوي من جسده يغطي صدره بمجموعة من الدوائر الذهبية أشبه بالعملات كأكسسوار وبحركاته الراقصة مع أغانيه أصبحنا أمام مشهد مشمئز غير مقبول، ولا يتغذى على مبررات جرأة المهرجان وحب الخروج عن المألوف، فهناك حدود للخروج عن الصندوق.
أين مصر في حفل محمد رمضان الأمريكي
الفنان المصري والعربي باختلاف نوع الرسالة الذي يقدمها ، عندما يخرج بفنه من خارج وطنه، يضعه نصب أعينه، يضع دينه عاداته وتقاليده و جمهوره أساتذته وماتعلمه بداخله، ويبحث عن لغة مناسبة صوتية أو مرئية يتحدث بها للخارج لا مانع من الجرأة ولكن بنسب محددة حتى لاتنقلب إلى مظهر شاذ مرفوض، وعند كسر الحدود ينقلب الشيء إلى الضد فورًا، هذا مافعله محمد رمضان تعمد الاستفزاز وهالة التريند التي يعشق دائمصا العيش بها ، والتغذي على السلبيات ليبقى دائمًا في المشهد، بالرغم من امتلاكه موهبة تضعه في مكانه المناسب “الطبيعي” .
تمثيل دولة بحجم مصر الرائدة في مجال الفن بشتى أنواعه في مهرجان غربي شهير ليس بالأمر البسيط، وماقدمه رمضان على مسرح كوتشيلا ليس مصري ولا عربي، فالرجل الشرقي معروف بزيه المهندم الساتر في شتى أنواع الموضة سواء مايعرف بالكاجوال أو الكلاسيك، نعم هناك من يحب الخروج عن المألوف وتمثيل الطبقة أو الفئة العمرية التي ينتمي إليها، ولكن في حدود المعقول والمقبول فالعين إن بغضت ماتراه تموت الشهية عند باقي الحواس.

محمد رمضان والرصيد الآيل للسقوط
كثرة الاستفزازات والأخطاء غير المغفورة لا تغذي اسم الفنان مهما كانت له قائمة مطولة من أعمال فنية ناجحة، وتُدخل الفنان بالتدريج إلى قائمة سوداء صعب الخروج منها، منهم من يرى تلك التصرفات ترفع من سعر الفنان وتوسع دائرة شهرته من ناحية “استفز أكتر تتشهر أكتر” فتلك هي لغة العصر الخبيثة في الشهرة والنجومية والنجاح، فمن الممكن أن يرى رمضان الآن اسمه الذي يعتلي مراكز البحث الأولى، وآلاف العناوين تجاهه سلبية أو إيجابية، وصوره المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي هو نجاح مدوّي مهما كان منبعه.
لن يترك محمد رمضان ركوب موجة الاستفزاز
هل سيكُف محمد رمضان عن ركوب موجة الاستفزاز والبحث دائمًا عن اللامعقول واللا مقبول وتنفيذه بالطبع لا، ولكن نتمنى فقط الإنشغال بموهبته واستخدامه بشكلٍ يليق بمصريته وعروبته، نصيحة من المممكن أن تكون ساذجة لكنها بديهية وطبيعية في عصر قلما تجد شيء طبيعي.