دعاء عظيم الأجر بعد الركوع.. النبي سأل عنه والملائكة تسابقت له

دعاء عظيم الأجر بعد الركوع.. النبي سأل عنه والملائكة تسابقت له

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن فضل دعاء ورد عن أحد الصحابة الكرام أثناء الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم، مبينًا مدى إعجاب النبي به وتسابق الملائكة في الاستجابة له.

وسرد الدكتور جمعة القصة قائلًا: عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: “كنا يومًا نصلي خلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلما رفع رأسه من الركوع وقال: (سمع الله لمن حمده)، قال رجل خلفه: (ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه)، فلما انتهت الصلاة، التفت النبي وسأل: (من المتكلم آنفًا؟) فقال الرجل: أنا. فقال النبي: (رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول)”.

وأوضح فضيلة المفتي أن هذا الدعاء لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله بنفسه أثناء صلاته، ولكن عندما سمعه من الصحابي، أُعجب به وأثنى عليه كثيرًا، مؤكدًا أن بعض الأدعية والأذكار التي لم ترد على لسان النبي في صلاته قد تكون مستحبة ولها فضل عظيم عند الله، إذا وافقت ما جاء به الشرع.

وتابع الدكتور جمعة حديثه مستشهدًا بحديث آخر ورد عن ابن أبي أوفى، قال فيه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع ظهره من الركوع قال: (سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد)”. وهو ما يدل على فضل الإكثار من الثناء والدعاء بعد الرفع من الركوع.

ما حكم الدعاء في الركوع؟ وما أفضل ما يُقال؟

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المصلين يسأل فيه: “ما حكم الدعاء أثناء الركوع؟ وما أفضل ما يمكن أن يُقال عند الركوع؟”.

وأجابت دار الإفتاء بأن الدعاء في الركوع مستحب، مستدلة بما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)”، وهو الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في “صحيحه”.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بنقل ما ذكره الإمام الخطيب الشربيني في كتابه “مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج”: “ويُستحب الدعاء في الركوع؛ لأنه – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)”.

وبذلك، يُستحب للمسلم أن يكثر من الذكر والدعاء في الركوع والرفع منه، مستحضرًا عظمة الموقف بين يدي الله، طامعًا في رحمته ورضوانه، ومستفيدًا من الهدي النبوي وما أثنى عليه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.