شهيدُ معهدِ القلب

صفحةٌ جديدةٌ من صفحاتِ التضحيةِ والعطاءِ تُضافُ إلى سجلِّ معهدِ القلبِ القوميِّ، وهيئةِ المستشفياتِ التعليميةِ ووزارةِ الصحةِ.
فقد قدَّم أحدُ أبناءِ معهدِ القلبِ حياتَه فداءً لإنقاذِ روحِ مريضٍ مُصابٍ بجلطةٍ فى القلبِ.
والحكايةُ كتبَها بحروفٍ من نورٍ الشهيدُ الدكتورُ على صلاح، وهو من الرعيلِ الأولِ لأطباءِ معهدِ القلبِ، والذى تجاوزَ عمرُه السبعينَ عامًا، ولكن عطاءَه لم يتوقَّفْ على مدارِ أكثرَ من ٤٥ عامًا، حتى عندما بلغَ سنَّ التقاعدِ لم يستسلِمْ، واستمرَّ يُؤدِّى واجبَه كأستاذٍ متفرغٍ لأمراضِ القلبِ بالمعهدِ، يُعالجُ المرضى غيرَ القادرين، ويَنْقلُ خبراتِه إلى الأجيالِ الجديدةِ من شبابِ الأطباءِ.
عطاءُ الدكتورِ على صلاح لم يتوقَّفْ عند أسوارِ معهدِ القلبِ، ولكنه كان يُشاركُ بشبابٍ وحيويةٍ، وهو فى هذا العمرِ، فى قوافلَ وبعثاتٍ طبيةٍ فى شتى أنحاءِ المحروسةِ، وكان آخرُها فى مدينةِ العريشِ بشمالِ سيناء، حيث كان ضمنَ بعثةٍ رسميةٍ للكشفِ على مرضى القلبِ وإجراءِ عملياتِ القسطرةِ القلبيةِ.
ومساءَ الجمعةِ الماضى، وبعدَ الانتهاءِ من إجراءِ عمليةِ قسطرةٍ عاجلةٍ لمريضٍ مُصابٍ بجلطةٍ فى القلبِ، تمَّت بنجاحٍ، وأثناءَ تواجُدِه فى غرفةِ الكنترول، تعرَّضَ الدكتورُ على صلاح لسكتةٍ قلبيةٍ مفاجئةٍ أودتْ بحياتِه، ليُضافَ إلى سجلِّ شهداءِ معهدِ القلبِ ووزارةِ الصحةِ، بعد مسيرةٍ حافلةٍ بالعطاءِ والإخلاصِ والتفانى فى العملِ.
وليظلَّ معهدُ القلبِ القوميُّ، الذى ينتمى إليه الدكتورُ على صلاح، وقضى فيه عمرَه كلَّه، هو الملاذُ الآمنُ لأصحابِ القلوبِ العليلةِ من المصريين، بأبنائه المخلصين، وصمَّامَ الأمانِ لقلوبِهم ضدَّ أيِّ أزمةٍ طارئةٍ أو مرضٍ مزمنٍ، وأكبرَ صرحٍ طبيٍّ متخصصٍ فى أمراضِ القلبِ، يُقدِّمُ خدماتِه مجانًا لمرضى القلبِ، من جميعِ المحافظاتِ، وفى جميعِ المحافظاتِ، بخبراتٍ وسواعدِ كوادرِه المخلصين، عشَّاقِ مهنةِ الطبِّ، أمثالِ الدكتورِ على صلاح.
وليستمرَّ هذا الكيانُ الراسخُ، الذى جاوزَ عامَه الستينَ، فى خدمةِ مرضى القلبِ، فى مواكبةِ التقدُّمِ العلميِّ والتطوُّرِ العالميِّ، رغمَ صعوبةِ التحدياتِ وضعفِ الإمكاناتِ، مستندًا إلى كوادرَ طبيةٍ عظيمةٍ، قادرةٍ على مواكبةِ وتنفيذِ أحدثِ وأعقدِ التقنياتِ العالميةِ، بكفاءةٍ علميةٍ نادرةٍ، وخبراتٍ متراكمةٍ، تمنحُه الريادةَ دائمًا.