الزنك.. فوائد صحية مثبتة علميًا لمكملاته

يُعد الزنك من المعادن الحيوية التي يعتمد عليها الجسم في أداء أكثر من 300 وظيفة إنزيمية، تشمل الهضم، ووظائف الأعصاب، والتمثيل الغذائي.
ورغم وجوده في مجموعة متنوعة من الأطعمة، يلجأ كثيرون إلى مكملات الزنك لتعويض النقص أو تعزيز المناعة، خاصة في مواسم الأمراض ونزلات البرد.
نقص الزنك… مشكلة خفية تصيب كبار السن
وبحسب مجلة “هيلث” الأمريكية، تشير الإحصاءات إلى أن ما بين 35% و45% من البالغين فوق سن الستين لا يحصلون على الكمية المطلوبة من الزنك، ما يُسبب أعراضًا مثل ضعف التئام الجروح، وتدهور في حاسة التذوق أو الشم، وضعف الشهية.
ويمكن أن يكون سبب هذا النقص اضطرابات في الهضم، النظام الغذائي النباتي، أو بعض الحالات الصحية مثل فقر الدم المنجلي.
الزنك والمناعة… علاقة مثبتة
لطالما ارتبط الزنك بتقوية الجهاز المناعي، حيث يُظهر تأثيرًا ملحوظًا في تقليل مدة نزلات البرد.
وأثبتت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا معينات الزنك تعافوا من نزلات البرد خلال خمسة أيام بنسبة 70%، مقارنة بـ27% ممن تناولوا دواء وهميًا.
حليف في مواجهة حب الشباب
تُظهر الأدلة أن مكملات الزنك، سواء الموضعية أو الفموية، تساهم في تقليل حب الشباب من خلال خفض الالتهاب، والحد من نمو البكتيريا، وتنظيم نشاط الغدد الدهنية، ما يجعل الزنك خيارًا علاجيًا داعمًا لحالات البشرة الشائعة.
تعزيز الخصوبة والصحة الجنسية لدى الرجال
ويلعب الزنك دورًا في النمو الجنسي والخصوبة الذكرية، ويرتبط نقصه بتأخر البلوغ ومشاكل في الحيوانات المنوية، بينما قد تُحسّن المكملات بعض المشكلات، شريطة الالتزام بالجرعة المناسبة، لأن الجرعة الزائدة قد تأتي بنتائج عكسية.
دعم صحة العين
يرتبط الزنك بصحة العين، خاصة مع التقدم في السن. وقد يُساهم في إبطاء تطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهي حالة تؤدي تدريجيًا إلى فقدان البصر.
ويساعد الزنك في الحفاظ على الشبكية، لكنه لا يعد علاجًا بحد ذاته.
علاج الإسهال في حالات سوء التغذية
لدى الأطفال المصابين بسوء التغذية، تُظهر مكملات الزنك فعالية في تقصير مدة الإسهال وتقليل شدته، وهو ما جعل الزنك جزءًا من البروتوكولات العلاجية في العديد من برامج الصحة العامة في الدول النامية.
مُسرّع طبيعي لالتئام الجروح
يُخزَّن حوالي 5% من الزنك في الجسم في الجلد، حيث يشارك في نمو الخلايا وإصلاح الأنسجة.
وأظهرت بعض الدراسات أن تناول الزنك يُسرّع شفاء الجروح، وخاصة لدى مرضى السكري، إذ يساهم في تقليل قرح القدم ومضاعفاتها.
مضاد للالتهاب والإجهاد التأكسدي
يُقلل الزنك من مؤشرات الالتهاب في الجسم، ويُساهم في محاربة الجذور الحرة، مما يقي من أمراض القلب، والسرطان، والتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن.
مصادر طبيعية غنية بالزنك
يتوفر الزنك في أطعمة متنوعة تشمل اللحوم، المحار، السردين، البيض، الزبادي، العدس، الفول السوداني، وبذور اليقطين. يمكن للنباتيين أيضًا الحفاظ على مستويات الزنك من خلال تنويع نظامهم الغذائي، خاصة مع قدرة الجسم على التكيّف بمرور الوقت.
أشكال مكملات الزنك
يتوفر الزنك في عدة أشكال مثل الغلوكونات، البيكولينات، الأسيتات، والسيترات. يمكن تناوله عن طريق الفم أو استخدامه موضعيًا حسب الحالة.
الجرعة اليومية الموصى بها
تختلف الجرعة حسب العمر والجنس، وتتراوح بين 8 ملغ للنساء و11 ملغ للرجال البالغين.
وتحتاج الحوامل والمرضعات إلى كميات أعلى تصل إلى 13 ملغ. الحد الأعلى المسموح به هو 40 ملغ يوميًا، ويجب عدم تجاوزه دون إشراف طبي.
السلامة والتفاعلات الدوائية
رغم اعتبار الزنك آمنًا، فإن الإفراط في تناوله قد يُسبب آثارًا جانبية مثل الإسهال، والصداع، والغثيان، وضعف المناعة.
كما قد يتفاعل الزنك مع بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، ومدرات البول، مما يُقلل من فعاليتها.
متى يكون الزنك خيارًا ذكيًا؟
عند وجود نقص مؤكد، أو ظروف صحية تستدعي دعمًا إضافيًا، يُمكن أن تكون مكملات الزنك مفيدة لكن من الأفضل دائمًا الاعتماد على نظام غذائي متوازن كمصدر رئيسي.