الدفاع عن الحضارة تطالب بمحاسبة محمد رمضان بتهمة الإساءة للحضارة المصرية القديمة

أصدرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بيانًا يشجب تصرفات الممثل المصرى محمد رمضان فى حفل غنائى في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن فعاليات مهرجان “كوتشيلا فالي” الشهير المقام في ولاية كاليفورنيا الأمريكية
وأشار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس الحملة إلى ظهور محمد رمضان فى إطلالة غريبة أثارت حالة من الإشمئزاز حيث ارتدى ملابس غريبة مستوحاة من الملابس المصرية القديمة، وقد بررت “فريدة تمرازا” مصممة الزى هذه الإطلالة قائلة “البدلة مستوحاة من رموز مصرية قديمة”، ولا شك أن الملابس فى محيط الحضارة اعتبرت نوعًا من أساليب تحديد الهوية الثقافية للمجتمع كما أنها سمة مميزة له .
وأضاف الدكتور ريحان بأن الحملة تنتهج كعادتها النهج العلمى فى الرد على كل ما يسئ للحضارة المصرية وبناءً عليه تم تكليف الدكتورة رنا التونسى مسئول البحوث والدراسات الأثرية بالحملة ونائب رئيس الحملة بإعداد تقرير علمى عن الرموز المصرية المستخدمة فى زى الممثل محمد رمضان
وأشارت الدكتورة رنا التونسى إلى أن علامة عنخ المستخدمة فى زى محمد رمضان المعروفة باسم “مفتاح الحياة” هى علامة هيروغليفية مصرية قديمة تمثل كلمة “حياة” وفي سياقات أخرى “الحياة الأبدية” وظهرت كثيرًا فى الفن المصري القديم يحملونها الآلهة والملوك أو يتم تقديمها لهم كرمز لقدرتهم على منح الحياة والحفاظ عليها كما كانت تستخدم بشكل شائع في الزخارف والتمائم لتمثيل الحماية والحياة الأبدية.
وبخصوص الأحزمة والعقود والأساور الذى يرتديها محمد رمضان، فقد كانت الأحزمة في مصر القديمة عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية وكانت تعكس جوانب مختلفة من حياة وثقافة المصريين القدماء تجسّد جزءًا لا يتجزأ من الملابس والإكسسوارات تستخدم لتثبيت الملابس حول الخصر مثل التنورات القصيرة للرجال (الشنديت) والفساتين للنساء، كما كانت وسيلة لإضافة لمسة جمالية وأناقة إلى المظهر العام خاصة تلك المصنوعة من مواد فاخرة أو المزينة بالخرز والتطريز، وكانت فى بعض الأحيان ذات دلالة اجتماعية ورمزية من خلال التصميمات المستخدمة في الحزام التى تشير إلى مكانة الشخص الاجتماعية أو رتبته أو حتى وظيفته، وكانت الأحزمة المصنوعة من الذهب أو المرصعة بالأحجار الكريمة غالبًا ما ترتبط بالطبقات العليا أو العائلة المالكة.
ونوهت الدكتورة رنا التونسى إلى أن الجانب الأخير والأهم الذى استخدم فى التصميم وجعل المصريين يريطون بين هذه الإطلالة الشاذة وبين الملابس المصرية القديمة هى الألوان، فقد كان للألوان في مصر القديمة أهمية كبيرة فلم تكن مجرد وسيلة للزينة والتعبير الفني بل حملت معاني ودلالات رمزية عميقة مرتبطة بالدين والحياة اليومية والمعتقدات استخرجوها من مصادر طبيعية، وكان لكل لون دلالة خاصة به استعانت مصممة زى محمد رمضان بنفس هذه الألوان ونفس التداخل كى تبرز الشكل والروح المصرية القديمة فعلى سبيل المثال اللون الأزرق كان يرمز إلى السماء والماء (نهر النيل) والخصوبة والولادة والتجديد ومرتبطًا بالآلهة التي تجلب الحياة مثل “حورس” و”أوزوريس”.ولونًا مقدسًا يُستخدم غالبًا في تصوير الآلهة والطقوس الدينية.
واللون الأخضر كان يرمز إلى الحياة والنماء والخصوبة والبعث والتجديد والأمل مرتبطًا بالإله “أوزوريس” إله العالم السفلي والبعث وبالنباتات والحقول الخضراء كما كان يُستخدم للإشارة إلى الجنة والحياة الأبدية واللون الأصفر كان يرمز إلى الشمس والذهب والخلود والألوهية مرتبطًا بالإله “رع” إله الشمس وكان يُستخدم لتلوين بشرة الآلهة والشخصيات الملكية للدلالة على مكانتهم الرفيعة وارتباطهم بالألوهية وكان يُستخدم أيضًا للإشارة إلى الأبدية وعدم الفناء، واللون الأسود يرمز إلى الليل والموت والتحول والخصوبة والتربة الخصبة لنهر النيل وكان يُستخدم لتلوين بشرة بعض الآلهة مثل “أنوبيس” إله التحنيط.
واختتم الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن النقطة الأكثر استفزازًا لمشاعرنا كمصريين هو استخدامه لعلم جمهورية مصر العربية وأهرامات الجيزة الخالدة والزج بهما على المسرح ورفعه العلم المصرى وهو يرقص أثناء حفل صاخب راقص غير مرتبط بعيد وطنى أو مناسبة تاريخية فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا فإن كرامةعلم جمهورية مصر العربية من كرامة الشعب المصرى
ومن ثم تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بمحاكمته بتهمة إهانة رموز مصر الحضارية والإساءة لعلم مصر وبالتالى إهانة كل المصريين الأجداد والأحفاد



