أنواع جديدة من الديناصورات تكشف أسرار الحياة قبل 125 مليون عام

الديناصورات .. في كشف أثري جديد يعيد تشكيل فهمنا للنظام البيئي القديم في الصين، أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف نوعين جديدين من الديناصورات الريشية في حفريات يعود تاريخها إلى 125 مليون سنة، وُجدت في شمال شرق الصين.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يلقي الاكتشاف الضوء على التنوع البيولوجي في منطقة جيهول الشهيرة بحفرياتها المحفوظة بدقة استثنائية.
نوعان جديدان من الديناصورات في قلب جيهول
وتميز الديناصور الأول هو Huadanosaurus sinensis، بفك قوي وعضلات رقبة متينة تشير إلى قدرته على صيد الثدييات بكفاءة.
أما النوع الثاني فهو Sinosauropteryx lingyuanensis، ويبلغ طوله حوالي 1.2 متر، وكان على الأرجح يتغذى على الطيور.
أدلة مباشرة على افتراس الثدييات
في تطور غير مسبوق، عثر الباحثون على بقايا اثنين من الثدييات الصغيرة داخل أمعاء هوادانوسورس، ما يوفر أول دليل مباشر على أن بعض الديناصورات كانت تفترس الثدييات.
وأشارت الدراسة إلى أن الديناصور كان يقتل فريسته بسرعة مستخدمًا قوة عضته ثم يبتلعها كاملة.
سلوكيات مختلفة وتكتيكات متباينة للصيد
تشير التحليلات إلى أن كلا الديناصورين لم يكونا يتنافسان، بل تخصص كل منهما في نوع مختلف من الفرائس.
وكان السيناصوروبتركس نشيطًا نهارًا وليلًا، مستخدمًا تمويهه الريشي للاختباء، بينما يُرجح أن هوادانوسورس كان يخرج للصيد ليلًا.
الأسماء تكريم للتاريخ والجغرافيا
وأطلق الباحثون هوادانوسورس احتفالًا بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بينما حمل السيناصوروبتركس اسم مدينة لينغ يوان التي عُثر فيه على بقاياه.
تنوع مذهل داخل منطقة جيهول
صُنّف السيناصوروبتركس ضمن مجموعة من الديناصورات الصغيرة تُعرف باسم Sinosauropterygidae، والتي تضم أنواعًا يصل طول بعضها إلى 2.4 متر.
ويظهر هذا التنوع الكبير في نفس المنطقة بيئة غنية وتفاعلات معقدة بين الكائنات الحية.
العزلة الجغرافية تُفسر اختلاف الأنواع
يشير العلماء إلى أن جيهول كانت محاطة بأحواض صدعية صغيرة ومعزولة نشأت بفعل تمدد قشرة الأرض وانفجارات بركانية، ما خلق بيئة مغلقة قللت من تفاعل الأنواع مع مناطق أخرى.
وهذا العزل الجغرافي، إلى جانب المنافسة الداخلية، ربما كان المحرك الرئيسي وراء تنوع الديناصورات في تلك الفترة.
إعادة رسم خريطة التطور البيئي
تشير الدراسة إلى أن الديناصورات الثيروبودية التي عاشت في جيهول تطورت بطريقة فريدة مقارنةً بنظيراتها في مناطق أخرى، نتيجة الضغوط البيئية والعزلة الجغرافية. العلماء يرون أن هذا الكشف يفتح آفاقًا جديدة لفهم التفاعلات البيئية التي شكّلت عالم ما قبل التاريخ.