أيمن الحجار لـ«تواصل»: مواجهة التغريب ضرورة للحفاظ على هوية الأمة واستقرار المجتمع

أيمن الحجار لـ«تواصل»: مواجهة التغريب ضرورة للحفاظ على هوية الأمة واستقرار المجتمع

أكد الدكتور أيمن الحجار، الباحث في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على أهمية المؤتمر العالمي الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية”التغريب في العلوم العربية والإسلامية”، مشيرًا إلى أنه يأتي في توقيت بالغ الأهمية مع تصاعد الدعوات التي تستهدف تغيير الهوية العربية والإسلامية وزعزعة الانتماء في نفوس الشباب.

مواجهة التغريب والحفاظ على الهوية

وفي تصريح خاص لـ«تواصل»، قال الحجار إن الحفاظ على الهوية ضرورة ملحة تضمن استقرار المجتمعات على مختلف المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفًا: “الهوية ليست فقط انتماء ديني أو وطني، بل هي سياج يحمي الأجيال القادمة من الذوبان في أفكار غريبة عن ثقافتنا وديننا”.

وأشار إلى أن المؤتمر بمثابة “شذرة من شذرات الوعي” وسط موجات التغريب التي تروج لأفكار دخيلة، وأنه يُعد دعمًا واضحًا لتوجه الدولة المصرية في ترسيخ مفهوم الوعي الجمعي لمواجهة هذه التيارات.

الفرق بين التغريب وحرية الرأي 

وحول الفرق بين التغريب والحداثة أو حرية الرأي، أوضح الحجار أن حرية التعبير “مشروعة ما دامت لا تضر”، مشيرًا إلى أن الانفلات الفكري والترويج لأفكار تهدد استقرار المجتمع لا يمكن اعتبارهما حرية، بل “تهور ثقافي لا يليق بمن يحب دينه ووطنه”.

وأكد أن الحريات ينبغي أن تكون منضبطة بضوابط تحمي الفرد والمجتمع، وأن السماح المطلق لأي شخص بالتعبير دون ضوابط قد يؤدي إلى تفكيك المجتمعات وتآكل ثوابتها.

كيف يفرق المواطن بين أفكار الحداثة والتغريب

وفيما يخص تعامل المواطن مع الأفكار الوافدة أو الغريبة، دعا الحجار إلى الرجوع لأهل التخصص، مشددًا على أهمية التمييز بين الأفكار المفيدة والمضللة بناءً على آراء المختصين، سواء في الشأن الاقتصادي أو الصحي أو الديني.

وحذر من التيارات التي تتستر خلف شعارات الحرية لتروج لأفكار متطرفة، مؤكدًا أن الجماعات المتشددة استغلت فهمًا خاطئًا للدين لتبث رؤى غريبة لم تعرفها الأمة من قبل، وهو ما تسبب في تهديد الاستقرار.

واختتم الحجار حديثه مشيدًا بدور الأزهر الشريف ومؤسساته في ترسيخ المنهج الوسطي المعتدل، من خلال مؤلفاته وندواته ومشاركاته العلمية، مشيرًا إلى أن المؤتمر الأخير ما هو إلا ثمرة من ثمار هذه الجهود المستمرة في حماية المجتمع من الأفكار الشاذة والتغريبية.