صندوق النكد الدولي

لم يعد المواطن يتحمل ما تفعله حكومة الدكتور مصطفى مدبولي التي وضعت على عاتقها حلول الأزمات الاقتصادية من جيوب المواطنين، حتى أصبحنا على موعد ربع سنويٍّ تقريبًا لزيادة أسعار الوقود، فنجد تطبيق الزيادة في موعدها من ناحية، وقضاء الفترة السابقة على التطبيق في حالة من الترقب والقلق، ومن ثم عدم ثبات الأسعار والحركة التجارية.
وألقت زيادة أسعار الوقود بظلالها على كافة مناحي الحياة بشكل مخيف، وبزيادة تزيد عن المتبع بقرابة 100% وأكثر، لدرجة جعلت المواطن يتمنى قيام الحكومة منذ اللحظة الأولى بتطبيق زيادة قدرها 100، أو 200، وحتى 400% من المرة الأولى لتكون زيادة واضحة، بدلًا من تطبيق الزيادة على فترات ثم استغلالها لتنفيذ زيادات موازية بنفس الحجج والمبررات وهي زيادة الوقود.
والمؤكد في هذا الأمر، أن حكومة الدكتور مدبولي فشلت في الالتزام بوعودها على مدار السنوات الماضية، ولعل الدليل على ذلك هو الرجوع لأي تصريحات لرئيس الحكومة تتعلق بالانفراجة وجني الثمار وإصلاح الأوضاع الاقتصادية، ثم تأتي الكارثة بالاستيقاظ على صدمات ارتفاع أسعار الوقود وغيرها من متطلبات الحياة اليومية.
والواضح لدينا أيضًا أن كل زيارة لوفد صندوق النقد الدولي لمصر، أو سفر وفد مصر للقاء مسئولين بصندوق النقد الدولي أصبحت بمثابة المؤشر الخطر والدلالة على وجود زيادة مرتقبة في الأسعار ورفع الدعم جزئيًا، الأمر الذي يعطي دلالة واضحة بحسب ما يؤكد الكثير من خبراء الاقتصاد وبعض نواب البرلمان بأن حكومة مدبولي تنفذ توجيهات وسياسات صندوق النقد للحصول على الدعم أو القروض، في حين غابت كل الحلول المتعلقة بتحقيق رواج اقتصادي يليق بالمصريين الذين تحملوا سنوات من المتاعب والأعباء.
والاسم الحقيقي لصندوق النقد الدولي لدى غالبية المصريين الآن هو “صندوق النكد الدولي”، نظرًا لتخوف وترقب كل مواطن لأعباء جديدة وزيادة في الأسعار ومتطلبات الحياة بمجرد سماع خبر عن استقبال وفد الصندوق، أو سفر وفد مصري للقاء مسئولين به، وسط تحذيرات كثيرة بالابتعاد عن هذا المسار الاقتصادي الذي يمثل الخطر الأكبر على الأجيال القادمة قبل الأجيال الحالية.
فالنكد أصبح يسيطر على بيوت المصريين وجيوبهم عقب كل زيارة واتفاق مع صندوق النقد الدولي وتعامل حكومة الدكتور مدبولي معها على طول الخط، واستسهال الحلول الاقتصادية على حساب المواطن، في حين أن الواضح لنا هو عدم قيام الدكتور مدبولي بمراجعة تصريحاته السابقة ووعوده للمصريين، وكأن حكومته تعتمد على أن المصريين لديهم “ذاكرة السمك” بنسيان وعوده؟!.
خلاصة القول أن زيارات ولقاءات “صندوق النكد الدولي” ترعبنا، وتدخل الحزن والنكد في بيوتنا بالأعباء الجديدة التي لم يعد يتحملها المواطن وسط غياب الحلول المنطقية، أو التفكير خارج الصندوق لمواجهة الأزمات الاقتصادية، فلترحل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي غير مأسوف عليها بعد كل ما نعيشه الآن…حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.