الرقابة الغائبة

الرقابة الغائبة

الإخوةُ والأخواتُ، الارتفاعُ الرهيبُ للأسعارِ فى بلدِنا ارتفاعٌ جنونيٌ ليس لهُ أساسٌ أو قواعدُ صحيحةٌ فى عمليةِ رفعِ الأسعارِ. بمجردِ ارتفاعِ سعرِ البنزينِ أو السولارِ، تجدُ أنَّ كلَّ تاجرٍ يبيعُ بمزاجِه وبأسعارٍ تختلفُ عن الآخرِ. لماذا؟ لأنَّ الرقابةَ ضعيفةٌ. المفروضُ أنْ تكونَ هناكَ رقابةٌ جديدةٌ ويتمُّ نزولُ المسئولينَ كلِّهم فى موقعِهِم إلى جميعِ المعارضِ والأسواقِ لتكونَ هناكَ سيطرةٌ قويةٌ فعالةٌ على الأسعارِ ووضعُ حدٍّ لهذهِ الغطرسةِ التى يمارسُها التجارُ ضدَّ المواطنينَ.
طبقُ البيضِ يصلُ لتاجرِ التجزئةِ مثلًا بـ120 جنيهًا، وبدلًا منْ أنْ يحصلَ على ربحِ جنيهاتٍ مثلًا، يقومُ بالبيعِ بأسعارٍ فلكيةٍ. يتمُّ بيعُ البيضةِ بستةِ جنيهاتٍ، يعنى الطبقُ يوازى 180 جنيهًا. لماذا؟ لماذا كلُّ هذا الغلاءِ الفاحشِ؟ كيلو الزيت أو لتر الزيتِ سعره فى الجملة مثلًا الزجاجة لترًا كاملًا توازى 50 جنيهًا. لماذا يأخذُ تاجر التجزئةِ 20 جنيهًا ليبيعَ الزجاجةَ بـ70 جنيهًا؟ هذهِ مكاسبُ رهيبةٌ. من المفترض أن زجاجةُ الزيتِ لا يزيدُ ربحُها عن جنيهينِ أو ثلاثةِ جنيهاتٍ فقط لا غيرَ. إنما يكسبُ 15 أو 20 جنيهًا فى الزجاجةِ؟! لا بدَّ أنْ تكونَ هناكَ رقابة، ورقابة فعلية بإعلانِ الأسعارِ، ويكونَ هناكَ تفتيشٌ سرِّى ليرى الأسعارَ، فإذا وُجِدَ أنَّها تخالفُ، يتم القبض على هذا التاجرِ ومحاسبتُه، لا أنْ يُتركَ الأمرُ هكذا يفعلُ ما يشاءُ. الدقيقُ والأفرانُ، الأفرانُ التى تبيعُ الفينو وكلَّ أنواعِ المعجناتِ بأسعارٍ فلكيةٍ.
كيلو البقسماط يصل إلى 100 جنيهٍ.. لماذا؟ مع العلمِ أنَّ كيلو الدقيقِ لا يصل إلى 30 جنيهًا ، فيكونُ الإجمالى 60 جنيهًا للأسفِ الشديدِ.
اللحومُ.. أينَ الرقابةُ على أسعارِ اللحومِ؟ كيلو اللحمِ بـ160 جنيهًا، المفروضُ بعدَ الذبحِ يوازى 280. لماذا يُباعُ بـ400 جنيهٍ و500 جنيهٍ و380؟ أسعارٌ فلكيةٌ. للأسفِ ليست هناكَ ضوابط أو روابط بالأسعار.
فى كل بلدانِ العالمِ هناكَ انضباط فى الأسعارِ، ولأنَّ المثلَ يقولُ «منْ أمنَ العقابَ أساءَ الأدبَ»، نحن فى بلدِنا توجدُ نسبةٌ عاليةٌ من التجارِ لا تحترمُ القوانينَ أو لا تحترمُ عمليةَ البيعِ والشراءِ بما يرضى اللهَ، ولكنَّهم يريدون أنْ يربحوا أرباحًا باهظةً على حسابِ هذا المواطنِ البسيطِ المسكينِ الذى بالكادِ يكفيهِ مرتبه للعيشِ.