دراسة اقتصادية حول مقترح إنشاء طريق يربط مصر بدول الغرب والجنوب الغربي الإفريقي
أعدت الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية برئاسة المهندس محمد الزاهد عضو الهيئة العليا لحزب تواصل؛ دراسة اقتصادية شاملة بعنوان: “شريان حياة بين مصر ودول الغرب والجنوب الغربي الإفريقي”، تتناول مقترح إنشاء طريق بري يمتد من مصر إلى دول غرب ووسط وجنوب القارة الإفريقية، مرورًا بجنوب ليبيا وتشاد.
فكرة المشروع:
يقترح المشروع مد طريق بري يبدأ من ساحل البحر الأحمر، تحديدًا من جنوب مدينة «مرسى علم» المقابلة لمدينة جدة السعودية، مرورًا بجنوب غرب الوادي الجديد، ثم يخترق الحدود الليبية جنوب منطقة الكفرة، ويتوغل إلى داخل تشاد حتى العاصمة “نجامينا”، ليصل بعد ذلك إلى دول غرب ووسط إفريقيا.
المزايا الاقتصادية والاجتماعية:
استعرضت الدراسة التي اعدتها إدارة الشؤون الاقتصادية بالغرفة برئاسة الدكتور ياسر الشاذلي، مزايا متعددة لإنشاء الطريق، تشمل:
تعزيز التبادل التجاري بين مصر ودول إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في مجالات السلع الصناعية والزراعية والمواد الخام.
فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية، مما يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
تيسير حركة الحجيج من الدول الإفريقية نحو السعودية عبر البحر الأحمر، بتكلفة أقل من الطيران.
تعميق العلاقات الاجتماعية والثقافية بين مصر وتلك الدول.
المكاسب المتوقعة:
زيادة الصادرات المصرية إلى دول الغرب والوسط والجنوب الإفريقي، خاصة السلع الصناعية.
زيادة الواردات من السلع الزراعية، والأخشاب، والمعادن الخام.
جذب الاستثمارات نظراً لاتساع السوق الأفريقية «أكثر من مليار نسمة»، وتوقعات ببلوغ عدد السكان 3 مليارات نسمة عام 2070.
إقامة مجمعات صناعية ولوجستية في مناطق استراتيجية مثل الوادي الجديد، وجنوب ميناء الإسكندرية، وساحل البحر الأحمر.
دور محوري لمصر كدولة ممر تجاري ولوجستي، مما يعزز موقعها الجغرافي في التجارة الدولية.
نقل الخامات المعدنية من المناجم الإفريقية إلى المصانع المصرية أو إلى موانئ التصدير.
استيراد الحبوب والمحاصيل من دول خط السافانا، مثل السودان وعدد من دول غرب إفريقيا، بتكلفة منخفضة.
الجانب الأمني واللوجستي:
شددت الدراسة على أهمية توافر حماية أمنية للطريق، إلى جانب إنشاء خدمات لوجستية متكاملة، ومراقبة باستخدام أنظمة الأقمار الصناعية، كما دعت إلى تشكيل فرق استكشاف تضم خبراء في هندسة الطرق، الجيولوجيا، الزراعة، والري، لتحديد أفضل مسار للطريق وأمثل المواقع لإقامة التجمعات السكنية.
الأثر الجغرافي والاستراتيجي:
فبالنسبة لآسيا: سيسهم إنشاء ميناء بجنوب محافظة البحر الأحمر في تسهيل ربط إفريقيا بالدول الآسيوية المطلة على البحر الأحمر.
وبالنسبة لأوروبا: الطريق البري من الإسكندرية جنوبًا، يعزز حركة التجارة مع أوروبا، ويفتح الباب لإنشاء مراكز تخزين ضخمة (Big Stores) لخدمة الأسواق الإفريقية والأوروبية.
وبالنسبة لأمريكا اللاتينية: من المتوقع أن يصبح الطريق منفذًا جديدًا لتبادل السلع مع دول أمريكا اللاتينية عبر موانئ غرب إفريقيا.
فرص تيسير الحج والعمرة:
ذكرت الدراسة أن الطريق يمثل فرصة كبيرة لتيسير الحج والعمرة لمسلمي غرب ووسط وجنوب إفريقيا، خاصة الدول الفقيرة مثل تشاد والنيجر ومالي، حيث يمكنهم السفر بتكلفة لا تتعدى 10% من تكلفة الطيران (مثلًا تكلفة الطيران من داكار قد تصل إلى 52 ألف جنيه، بينما تكلفة الطريق البري لا تتجاوز 5,200 جنيه).
توصيات الدراسة:
الإسراع بتنفيذ المشروع، نظراً لما يوفره من عوائد اقتصادية هائلة لمصر والدول الإفريقية.
بدء مراحل التخطيط الفعلي، حتى قبل انتهاء الصراعات الجارية في السودان، وذلك بربط الطريق مع السودان وجنوب السودان، تمهيدًا للوصول إلى منابع النيل وجنوب شرق إفريقيا، مع ضرورة التنسيق الإقليمي والدولي لإنجاح المشروع، وضمان مرونته واستدامته.