مهرجان “كوتشيلا و الاسطوره”

مهرجان “كوتشيلا و الاسطوره”

حيث تتلاقى الموضة الغريبة بالأنغام الصاخبة و بينما الأنظار تتجه نحو الإبداعات الموسيقية والتعبيرات الفنية، قفز إلى الواجهة مشهد يستحق التوقف والتأمل – بل والضحك المرير..
إنه ظهور محمد رمضان “الملقب بالبرنس الأسطورة” الذي ارتأى أن يطل على جمهوره العالمي بزي أقرب إلى كاريكاتير بائس منه إلى أيقونة فنية..ثم يختتم المشهد برفع علم مصر بطريقة تثير أكثر من علامة استفهام.
دعونا نبدأ بالزي 
يبدو أن السيد رمضان في سعيه الدائم للفت الانتباه قد تجاوز حدود الذوق والأناقة ليقع في براثن الاستعراض الرخيص فرأينا مزيج غير متناسق من قطع الملابس التي تصرخ بالتنافر، وإكسسوارات تائهة بلا هوية و كلها اجتمعت لتشكل لوحة بصرية مؤذية للعين. 
هل هذه هي الصورة التي يرغب في تقديمها عن الفنان المصري في محفل دولي؟؟؟!
هل يعتقد حقًا أن الهرولة وراء كل صيحة موضة شاذة هي سبيل النجومية العالمية؟؟!
أما عن رفع العلم المصري بتلك الطريقة العشوائية فإنه يمثل قمة الاستخفاف بقيمة ورمزية هذا الشعار الوطني. فالعلم ليس مجرد قطعة قماش ملونة يتم التلويح بها بغرور أو استخدامه كدعامة استعراضية..إنه يحمل تاريخًا من النضالات والتضحيات ويمثل هوية أمة بأكملها. و رفعه بشكل غير لائق، وكأنه مجرد إضافة عابرة إلى “اللوك” الغريب، هو تقليل من شأنه وإهانة لرمزيته.
إن هذا المشهد برمته يطرح تساؤلات حول فهم بعض “النجوم” لمعنى التمثيل الحقيقي للوطن في المحافل الدولية. هل يكفي ارتداء ملابس غريبة ورفع العلم بشكل عابر لاعتبار ذلك تعبيرًا عن الوطنية؟ أم أن الأمر يتطلب فهمًا أعمق لقيمة هذا الرمز وسلوكًا أكثر مسؤولية يليق بمكانة مصر وتاريخها؟
إن ما شاهدناه في الكوتشيلا ليس مجرد خطأ في تقدير الموضة أو سوء فهم لبروتوكولات رفع العلم. إنه يعكس أزمة أعمق تتعلق بكيفية فهم بعض المشاهير لدورهم وتأثيرهم وكيف يختزلون مفاهيم مثل “الوطنية” في مجرد لقطات استعراضية خالية من أي عمق أو احترام حقيقي.
ختامًا، أأمل أن يكون هذا المشهد بمثابة جرس إنذار. فالفن الحقيقي والتمثيل المشرف للوطن لا يتحققان بالبحث الدائم عن الإثارة الرخيصة أو الاستعراض الفارغ. إنهما يتطلبان وعيًا حقيقيًا بالمسؤولية، وتقديرًا لقيمة الرموز الوطنية واحترامًا للجمهور، سواء كان محليًا أو عالميًا. أما ما رأيناه في الكوتشيلا، فهو للأسف مجرد مثال آخر على كيف يمكن للشهرة الزائفة أن تطغى على الحس السليم والذوق الرفيع.