منظمات دولية تتحد لتعزيز التعاون الصحي العالمي العادل والفعال

منظمات دولية تتحد لتعزيز التعاون الصحي العالمي العادل والفعال

 

في خطوة مهمة نحو إرساء نموذج صحي أكثر عدلاً واستدامة، نظّمت منظمة “إيميرجينزا سوريسي ETS”، بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وطبية مرموقة، اجتماعًا دوليًا رفيع المستوى في 12 أبريل 2025 بكلية الطب والجراحة – جامعة روما “تور فيرجاتا”.

 وشهد الحدث حضور خبراء دوليين في مجالي الطب والجراحة من بلدان ذات موارد محدودة، ركّزوا على أهمية التدريب الطبي في المناطق الهشة، وتعزيز التضامن الصحي عبر الحدود.

يأتي هذا اللقاء ضمن شراكة وثيقة بين “إيميرجينزا سوريسي” وعدد من الكيانات الدولية الفاعلة، أبرزها: AMSI (نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا)، UMEM (الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية)، CO-MAI (جالية العالم العربي في إيطاليا)، حركة Uniti per Unire، ووكالة أنباء Aisc_News، الذين يجمعهم هدف مشترك: بناء نموذج صحي قائم على المساعدة الميدانية والتدريب المحلي، بعيدًا عن الحلول المؤقتة.

نحو طب قائم على التضامن

 

أكّدت فرانشيسكا توبيتي، المديرة العامة لمنظمة “إيميرجينزا سوريسي”، أن هذا المؤتمر شكّل لحظة محورية لترسيخ أسس التعاون الصحي المستدام، ووضع اختصاصيي جراحة الوجه والفكين والتجميل وطب الأسنان في صميم المهام الإنسانية القادمة.

 وأضافت: “نحن ملتزمون بتوفير التدريب المتخصص للجامعات والمستشفيات في الدول الأقل حظًا، كجزء من استجابتنا لتحديات الهجرة والرعاية الصحية النوعية”.

 

بدوره، شدد الدكتور فابيو أبينافولي، رئيس المنظمة، على أهمية تعميم النموذج التشغيلي الذي أثبت فعاليته من خلال أكثر من 6000 تدخل جراحي وتدريب مئات الأطباء المحليين في 23 دولة بأفريقيا والشرق الأوسط.

دور الجامعات.. وتكامل الخبرات

 

شارك في الافتتاح عميد كلية الطب البروفيسور ستيفانو ماريني، ممثلًا عن رئيس الجامعة، مؤكدًا التزام “تور فيرجاتا” بتعزيز الشراكات الصحية التي تخدم المجتمعات الهشة. 

 

كما ألقى البروفيسور ماركو جارجاري، عميد كلية طب الأسنان، كلمة ركز فيها على أهمية التدريب العالي في تخصصات الفم والوجه.

 

 الدكتور فؤاد عودة: “التعاون من أجل الكرامة الإنسانية”

 

ومن أبرز المتحدثين، كان البروفيسور فؤاد عودة، الطبيب والإعلامي المتخصص في الصحة العالمية، الذي نقل تحيات الجهات الداعمة للمؤتمر، مؤكدًا أن “التعاون الصحي الدولي لا يقتصر على تقديم المساعدات، بل يتعداه ليصبح مسألة كرامة وتعليم ونمو متبادل”.

وأضاف عودة: “في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي وتصاعد النزاعات، لا بد من إعادة اكتشاف البُعد الإنساني لمهنة الطب، وغرسه في الأجيال الشابة”.

 وتطرق في حديثه إلى أهمية الوقاية والتعامل مع أمراض غير مشخَّصة كالسكري واضطرابات التخثر، إضافة إلى تحديات سوء التغذية ونقص التخدير في المناطق الفقيرة.

واختتم كلمته بالقول: “نحن بحاجة إلى منظمات مثل إيميرجينزا سوريسي، لتقديم الرعاية في الميدان، وتدريب الأطباء محليًا، وتعزيز الطب كقيمة إنسانية وسلامية إن التعاون يعني بناء مستقبل أكثر عدلاً يومًا بعد يوم”.

رسالة إلى المستقبل

 

أبرز المؤتمر أهمية تطوير التدريب عبر الإنترنت والطب عن بُعد واستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن أنشطة التعاون الدولي، بما يواكب التحولات العالمية المتسارعة.

 

 وقد وجّه الحاضرون رسالة واضحة إلى طلاب الطب والممارسين المستقبليين: “أن تكون طبيبًا يعني أن تخدم الإنسانية بمعرفة وشغف واحترام متبادل بين الثقافات”.