القصاص السماوي.. وفاة الأب القاتل قبل محاكمته بجريمة تعذيب ابنتيه
أسدلت العدالة الإلهية الستار على واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها منطقة الساحل بالقاهرة، بعدما فارق أب الحياة داخل المستشفى إثر دخوله في غيبوبة سكر، وهو المتهم بقتل ابنتيه التوأم بعد تعذيبهما، وتعليقهما بسقف الغرفة؛ عقابًا لهما على تأخرهما الدراسي.
القضية بدأت عندما تلقى قسم شرطة الساحل بلاغًا من طبيب الصحة، الذي رفض استخراج تصريح دفن للفتاتين بسبب الاشتباه في وفاتهما، مما دفع أجهزة الأمن للتحرك وكشف الجريمة.
وكشفت التحقيقات أن الأب احتجز ابنتيه داخل المنزل لعدة أيام، واعتدى عليهما بوحشية حتى فارقتا الحياة، ثم احتفظ بجثتيهما داخل الشقة لمدة يومين محاولًا استخراج تصريح دفن بادعاء أنهما توفيتا إثر إلتهاب رئوي.
التحقيقات أوضحت أن الأب عرض مبلغًا ماليًا كبيرًا على محامٍ لمساعدته في استخراج تصريح الدفن، إلا أن المحامي رفض، وأبلغ الجهات المعنية.
وبمعاينة الجثتين، ظهرت آثار تعذيب شديد، حروق، وكيّ بالنار، بالإضافة إلى حلق شعرهما.
خلال استجوابه، اعترف الأب بارتكاب الجريمة بدافع الغضب من تدني مستواهما الدراسي، وادعى لاحقًا أنهما خدعتاه وكانتا تخرجان لأماكن مجهولة بدلًا من الذهاب إلى المدرسة، محاولًا تشويه سمعتهما حتى بعد وفاتهما، لكن تقرير الطب الشرعي كذّب روايته، وأثبت أن سبب الوفاة ناتج عن تعذيب جسدي تعرضتا له.
أمرت النيابة العامة بدفن الجثتين بعد الانتهاء من الفحوصات الشرعية، وكانت قد أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، إلا أن وفاته داخل المستشفى أغلقت الملف جنائيًا.