أمريكا تنوي الانسحاب من سوريا وتوجس وخوف في إسرائيل.. فيديو

كشفت مصادر إعلامية عن بدء القوات الأمريكية تقليص تواجدها العسكري في سوريا، حيث غادرت آليات أمريكية قاعدة كونيكو شرقي البلاد متجهة نحو إقليم كردستان شمال العراق.
يأتي هذا التحرك وسط تفسيرات متضاربة حول دوافعه الحقيقية وتساؤلات حول تداعياته على المشهد السوري المعقد ومصالح الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل وتركيا.
يرى البعض أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لوعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانتخابية، وتعبيرًا عن عدم وجود مصلحة أمريكية كبيرة في الانخراط العسكري المستمر في سوريا. بينما تشير مصادر أخرى إلى أن الأمر يتعلق بدمج القوات الأمريكية المتبقية وتقليصها إلى النصف، ليصل عدد الجنود إلى نحو ألف جندي.
وفي المقابل، يرجح محللون أن يكون هذا الانسحاب الجزئي جزءًا من تفاهمات أمريكية-إسرائيلية-تركية، في ظل سعي أنقرة لتوسيع نفوذها في المنطقة وتأمين حدودها، بينما يبقى موقف الأكراد ضعيفًا مع خطر عودة تنظيم داعش.
وأقرت تركيا بوجود اتصالات فنية مباشرة مع إسرائيل حول سوريا “لتجنب الصراع”، وهو ما أكده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي شدد على أن بلاده “ليست لديها نية للصراع مع أحد في سوريا”. ومع ذلك، أكد أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اضطرابات داخلية أو عمليات عسكرية أو استفزازات تهدد أمنها القومي في سوريا.
من جهته، كشف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن عقد محادثات إسرائيلية-تركية في أذربيجان، بتفويض من رئيس الوزراء، تناولت سبل “الحفاظ على الاستقرار الإقليمي”. وأشار إلى أن الطرفين عرضا مصالحهما وتم الاتفاق على مواصلة الحوار.
ملء الفراغ الأمريكي بالتنسيق مع دمشق والأكراد
يرى الدكتور محمد زاهد جول، مدير مركز شرقيات البحوث في إسطنبول، أن قرار تخفيض القوات الأمريكية في سوريا كان “متوقعًا” في ظل تصريحات ترامب السابقة وتوافقات تركية-أمريكية. ويرجح أن تركيا ستحرص على تحقيق الأهداف الأمريكية في محاربة داعش، لكن مع إمكانية مشاركة الأردن والعراق والحكومة السورية الجديدة في هذا الجهد.
ويشير جول إلى مسار “المصالحة التركية-الكردية” الذي قد يكون له تأثير على هذا القرار، مع إمكانية حل تنظيم حزب العمال الكردستاني. كما يرى أن سيناريو الصدام التركي-الإسرائيلي في سوريا “متطرف وغير وارد” في ظل وجود تفاهمات وقواسم مشتركة بين الطرفين، خاصة وأن تركيا جزء من حلف الناتو وإسرائيل شريك أساسي له في المنطقة.
على الرغم من أن الانسحاب الأمريكي ليس كاملًا، يرى جول أن التنسيق التركي-الأمريكي في محاربة داعش سيستمر، لكنه قد يتجاوز الدوريات المشتركة إلى حماية وإدارة السجون التي تضم عناصر التنظيم، حيث قد تتولى تركيا الدور التنفيذي بدعم وإشراف أمريكي.
اقرأ المزيد..