بوتين وتميم يبحثان الازمة الفلسطينية الاسرائيلية ومستقبل سوريا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، خلال لقائه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أهمية مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستقبل الأوضاع في سوريا، في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين موسكو والدوحة.
وخلال اللقاء الذي جمعهما في العاصمة الروسية موسكو، أشاد بوتين بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، واصفًا قطر بأنها “من أهم شركاء روسيا في المنطقة”، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة على أكثر من صعيد.
ووصل أمير دولة قطر إلى موسكو على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، يضم رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث آفاق التعاون المشترك وتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري، فإن مباحثات الشيخ تميم مع الرئيس بوتين ستتناول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، انطلقت اليوم الخميس في موسكو فعاليات منتدى الأعمال الروسي القطري، بحضور نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين من كلا البلدين، في خطوة تعكس اهتمام البلدين بتعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
ويهدف المنتدى، الذي يُعقد على هامش زيارة الأمير تميم إلى روسيا، إلى بحث سبل التعاون في مجالات متعددة، أبرزها المالية والاستثمار، والرعاية الصحية، والأدوية، والسياحة، والبنية التحتية الحضرية.
كما يناقش المشاركون فرص الشراكة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا الحديثة، والابتكار، بما يعكس تطلع الجانبين لتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات في القطاعات المستقبلية.
الدفاع التركية: آلية خفض التصعيد مع إسرائيل لا تعني تطبيع العلاقات
أكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية، أن المحادثات الجارية مع الجانب الإسرائيلي بشأن “آلية خفض التصعيد” لا تمثل تطبيعًا للعلاقات بين البلدين، بل تهدف فقط إلى منع وقوع اشتباكات مباشرة وضمان تنفيذ الأنشطة العسكرية بشكل منضبط وآمن في الأراضي السورية.
وقالت المصادر، في تصريحات صحفية، إن الاجتماع الفني الأول بين تواصلين التركي والإسرائيلي عُقد في أذربيجان، حيث ناقش الطرفان تفاصيل إنشاء آلية تنسيق لمنع الحوادث غير المرغوب فيها في سوريا. وأوضحت أن هذه الآلية تُعد “هيكلًا للتواصل والتنسيق، وليست مؤشرًا على عودة العلاقات إلى طبيعتها”.
وشددت وزارة الدفاع التركية على أن الهدف من هذه الآلية هو منع تصعيد التوتر، وتجنب سوء الفهم، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، من خلال تبادل المعلومات بشأن التحركات العسكرية والأنشطة الميدانية التي تُنفذ في سوريا.
كما بيّنت المصادر أن “القضاء على احتمالات نشوب صراع غير مقصود بين تركيا وإسرائيل يأتي في صلب هذه المحادثات”، مشيرة إلى أن تنسيق التحركات بين القوات المسلحة في المناطق المتداخلة، خاصة في ظل العمليات العسكرية المستمرة، يكتسب أهمية قصوى لتفادي أي احتكاك قد يجر إلى مواجهة مباشرة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الغموض بشأن مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا في عدد من الجبهات، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لضبط التوازنات الإقليمية.
تركيا: التخطيط البحري اليوناني “يتعارض مع القانون الدولي”
قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية، إن التخطيط المكاني البحري الذي تنفذه اليونان بشكل أحادي في مناطق اختصاصها البحري “يتعارض مع القانون الدولي”. وأوضحت المصادر في تصريحات اليوم الخميس، أن تركيا تراقب عن كثب بعض المبادرات التي تتخذها اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، معتبرة أن هذه المبادرات “ليس لها أساس قانوني” وتتعارض مع القوانين الدولية.
وأضافت المصادر أن القوات المسلحة التركية “عازمة تمامًا على حماية حقوق ومصالح تركيا في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط”، مشددة على أن “تقاسم الاختصاصات البحرية بشكل عادل ومنصف ومتوافق مع القانون الدولي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار المتبادل وحسن النية”. وأكدت أن “الإجراءات والمطالبات الأحادية الجانب التي تتجاهل النزاعات القائمة وتنتهك حقوق الجانب التركي، هي غير مقبولة ولن يكون لها أية عواقب قانونية على تركيا”.
وتابعت المصادر، موضحة أن تركيا تواصل حماية حقوقها ومصالحها في البحرين بمفهوم “الوطن الأزرق”، الذي يشمل حقوق تركيا البحرية وفق المنظور التركي في المناطق البحرية المتنازع عليها. وأضافت أن “القوات المسلحة التركية تواصل واجبها في حماية جميع حقوق ومصالح تركيا في مناطق اختصاصها البحري بكل عزم وإصرار”، مؤكدة أنه “يتم متابعة التطورات في المنطقة عن كثب، واتخاذ التدابير اللازمة على الفور إذا لزم الأمر”.
في سياق متصل، ردت وزارة الدفاع التركية على تصريحات رئيس الأركان اليوناني ديمتريوس خوبيس، الذي قال مؤخرًا إن “القوات المسلحة اليونانية يمكنها دخول تركيا خلال خمس دقائق”. وأكدت المصادر التركية أن “لا أحد ينتظر منا أن نعلق على تصريحات لا يصدقها حتى من أدلى بها، والتي تضعهم في مكان سخيف”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حاسم، حيث تقترب تركيا من إتمام المرحلة النهائية من مشروع تخطيط جرفها البحري، الذي بدأته قبل سنوات لحماية حقوقها البحرية في البحار المجاورة. وفي خطوة جديدة، كشف “المركز الوطني للبحوث في القانون البحري” بجامعة أنقرة عن أول خريطة تظهر نتائج هذا التخطيط، موضحة أن تركيا أعدت خططًا تشمل أنشطة اقتصادية وعلمية وعسكرية تمتد إلى ما بعد حدود مياهها الإقليمية.