العلاج النبوي للإصابة بالعين.. ما بين الاغتسال والرقية الشرعية

يتساءل كثير من الناس: ماذا يفعل المسلم إذا أُصيب بعين أو خشي أن يكون قد أصاب غيره بعينه؟في هذا السياق، أوضح الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، أن السنة النبوية أرشدت إلى طريقين لعلاج الإصابة بالعين، يمكن لأي مسلم اتباعهما إذا ظهرت عليه أو على غيره علامات العين، خاصة بين الأطفال.

أولًا: الاغتسال وصب الماء على المعيون

استند الدكتور مختار إلى حديث سهل بن حنيف، حين أصيب أحد الصحابة بالعين، فأمر النبي ﷺ العائن أن يغتسل، ثم صُبّ الماء على المعيون، وهو ما رواه الإمام أحمد وغيرُه.

ويشير الحديث إلى أن معرفة العائن (أي الشخص الذي تسبب في الإصابة بعينه) تُوجب عليه الاغتسال أو الوضوء ليُستخدم ماؤه في علاج المعيون.

ويعزز ذلك حديث النبي ﷺ:”العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استُغسلتم فاغسلوا” – رواه مسلم (كتاب السلام، باب الطب والمرض والرقى، ج5، ص32).

ولتفادي الحرج، يمكن أن يتولى الأب أو الأم جمع الماء من وضوء أو غسل العائن واستخدامه لعلاج الطفل أو المعيون دون إحراج الضيوف أو الأقارب.

ثانيًا: الرقية الشرعية

في حال تعذُّر معرفة العائن، أو خشية الوقوع في الحرج، فالعلاج يكون من خلال الرقية النبوية، ويُنصح بقراءة الدعاء التالي ومسح الجسد أو جسد الطفل به:”أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”.

وأكد الدكتور مختار أنه لا ينبغي الاستهانة بهذا العلاج، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأطفال قد يُصابون بالعين دون سبب ظاهر، ويظهر ذلك في بكائهم المستمر أو ضعفهم العام، وهو ما ورد في عدد من الأحاديث النبوية.

أدلة نبوية على الرقية

جاء في “الموطأ” أن النبي ﷺ دخل على ابني جعفر بن أبي طالب، فقال لحاضنتهما: “ما لي أراهما ضارعين؟”، فأجابت: “تسرع إليهما العين، ولم نرقيهما لأننا لا ندري ما يوافقك”، فقال ﷺ: “استرقوا لهما، فإن العين لو سبقت القدر لسبقته”.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:”دخل النبي ﷺ فسمع صوت صبي يبكي، فقال: ما لصبيكم هذا يبكي؟ فهلا استرقيتم له من العين؟”، رواه أحمد في “المسند”، والطبراني في “الكبير” بسند جيد عن أم سلمة، كما ورد في “بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني” (ج17، ص191-192).